كتــاب العقيـدة والردّة
ويتضمّن ثمانين سؤالاً
بسم الله و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله |
[ 1
] ـ
س : ما هو الفرض العيني من علم الدين ؟
ج : الفرض العيني
من علم الدين هو القدر الذي يجب
تعلمه من علم الإعتقاد ومن المسائل الفقهية ومن
أحكام المعاملات لمن يتعاطاها وغيرها ، كمعرفة معاصي القلب والجوارح
كاللسان وغيره
، ومعرفة الظاهر من أحكام الزكاة لمن تجب عليه ، والحج للمستطيع . قال
رسول الله
صلَّى الله عليه وسلَّم : (( طلب العلم فريضة على كل مسلم ))
رواه البيهقي .
[ 2 ] ـ س : من
هو
المكلف الملزم بالدخول في دين الإسلام والعمل بشريعته ؟
ج : المكلف هو البالغ العاقل الذي بلغته دعوة الإسلام ، ويكون البلوغ بالنسبة للذكر بحصول أمر من اثنين : رؤية المني أو بلوغ خمس عشرة سنة قمرية ، وللأنثى بحصول أمر من ثلاثة : رؤية المني أو دم الحـيض أو بلوغ خمـس عـشرة سـنة قمرية . فمن مات دون البلوغ فليس مكلفاً، ومـن اتصل جنونه من قبل البلوغ إلى ما بعده ومات وهو مجنون فليس مكلفاً ، ومن عاش بالغاً ولم يبلغه أصل الدعوة أي : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فليس مكلفاً .قال تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } سورة الإسراء وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل )) رواه الإمام أحمد
.
.
[ 3 ] ـ س :
مامعنى
قول المؤلف : " والتزام ما لزم عليه من الأحكام " ؟
ج : معناه أداء
الواجبات واجتناب المحرمات ، فالعبد التقي هو الذي أدى الواجبات وتجنب
المحرمات ،
ومن مات على ذلك يدخل الجنة من غير سابق عذاب .
[ 4 ] ـ س
:
بين أعلى الواجبات وأفضلها عند الله تعالى .
ج : أعلى الواجبات
وأفضلها عند الله تعالى الإيمان بالله ورسوله قال رسول الله صلَّى الله
عليه
وسلَّم :" أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله " رواه البخاري . والإيمان
شرط لقبول الأعمال الصالحة ، فمن لم يؤمن بالله ورسوله فلا ثواب له أبداً
في
الآخرة قال الله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به
الريح في
يوم عاصف } سورة إبراهيم .
[ 5 ] ـ س
:
بين أفضلية علم التوحيد على غيره من العلوم .
ج : علم التوحيد له
شرف على غيره من العلوم لكونه متعلقاً بأشرف المعلومات ، وشرف العلم بشرف
المعلوم
، فلما كان علم التوحيد يفيد معرفة الله على ما يليق به ، ومعرفة رسوله
على ما
يليق به ، وتنزيه الله عما لا يجوز عليه ، وتبرئة الأنبياء عمالا يليق بهم
، كان
افضل من علم الأحكام . قال تعالى : { فاعلم أنه لا إله إلاّ الله واستغفر
لذنبك } سورة
محمد . وقال الإمام أبو حنيفة في كتابه الفقه الأبسط : " إعلم أن الفقه في
الدين أفضل من الفقه بالأحكام" ا.هـ
[ 6 ] ـ س
:
هل يشترط للدخول في دين الإسلام لفظ : أشهد أن
لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ؟
ج : لا يشترط هذا
اللفظ بعينه ، بل لو قال لفظاً يعطي معناه كأن قال : لا إله إلا الله أو :
لاربَّ الا الله محمد نبي الله كفى للدخول في الإسلام ، ولكن لفظ أشهد
أفضل من غيره ، لأن
معناها اللغوي يتضمن العلم والإعتقاد والإعتراف ، ففيها من تأكيد المعنى
ما ليس في
غيرها .
[ 7 ] ـ س
:
اذكر الدليل على وجود الله .
ج : الله موجود لا
شكَّ في وجوده ، قال تعالى : { أفي الله شك } سورة إبراهيم . أي لا شكَّ
في وجوده
، وهذا العالم دليل على وجود الله تبارك وتعالى ، لأنه لا يصح ُّ في العقل
وجود
فعل ما من غير فاعل ، كما لا يصح وجود نسخ وكتابة من غير ناسخ وكاتب ،
فهذا العالم
لا بدَّ له من خالق من باب أولى وهو الله تعالى .
والله موجود لا يشبه الموجودات ، موجود
بلا كيف ولا مكان ،
قال الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه : " غاية المعرفة يالله الإيقان
بوجوده
تعالى بلا كيف ولا مكان " .
[ 8 ] ـ س
:
مامعنى أشهد أن لا إله إلا الله إجمالاً ؟
ج : معنى أشهد ان
لا إله إلا الله إجمالاً : أعترف بلساني وأعتقد بقلبي أن لامعبود بحق إلا
الله ،
أي لا أحد يستحق أن يُتذلل له نهاية التذلل إلا الله ، وهذه هي العبادة
التي من
صرفها لغير الله تعالى صار مشركاً ، وليس معناها مجرد النداء أو الإستعانة
أو
الإستغاثة كما زعم بعض الناس ، قال الإمام تقي ّالدين السبكي : " العبادة
أقصى غاية الخشوع والخضوع " .
[ 9 ] ـ س
:
ما معنى الواحد إذا أطلق على الله ؟
ج : معنى الـواحد
أنَّ الله لا شريك له في الألوهـيـة ولا معبود بحـقًٍّ ســــواه ، قال
الله
تعالــى : { وَإِلهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ }
سورة البقرة . وقال الإمام أبو حنيفة في الفقه
الأكبر : " والله واحد
لا من طريق العدد ولكن من طريق أنه لاشريك له " .
[10 ] ـ س
:
ما معنى الأحد ؟
ج : قال بعض العلماء هو بمعنى الواحد
، وقال بعضهم : الأحد هو الذي لا يقبل
الإ نقسام ، أي ليس جسماً لأن الجسم يقبل الإنقسام عقلاً ، والله ليس
جسماً . قال
تعالى : { قلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } سورة الإخلاص . وقال تعالى في ذمِّ
الكفار : { وَجَعَلُواْ
لَهُ مِنْ عِبَادِه ِجُزْءاً } سورة الزخرف ، وقال الإمام أبو الحسن
الأشعري في
كتاب النوادر : " من اعتقد أنَّ الله جسم فهو غير عارف بربه وإنه كافر به
"
.
[ 11 ] ـ س
:
ما معنى الأول والقديم إذا أطلقا على الله ؟
ج : معنى الأول الذي لا ابتداء لوجوده فهو وحده الأول بهذا
المعنى ، قال تعالى { هُوَ اْلأَوََّلُ وَاْلآخِرُ }
سورة
الحد يد ، وبمعناه القديم إذا أُطلق على الله تعالى ، واجتمعت
الأمة على
جواز إطلاق القديم على الله ، قال ذلك الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين .
[ 12 ] ـ
س
: ما
معنى الحي في حقِّ الله ؟
ج : معنى الحي في
حقِّ الله تعالى أنه موصوف بحياة أزلية أبدية ليست بروح ولحم ودم ، قال
تعالى : { اللهُ
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ اْلحَيُّ اْلقَيُّومُ } سورة البقرة ، وقال تعالى :
{ َوَتوَكَّلْ عَلَى اْلَحيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ }
سورة الفرقان .
[ 13 ] ـ س
:
ما معنى القيوم في حق الله ؟
ج : قال بعض العلماء : القيوم هو الدائم الذي لا يزول ،
وقال بعضهم : القيوم أي القائم بنفسه الذي لا يحتاج إلى غيره .
[ 14 ] ـ
س
: ما
معنى الدائم في حق الله ؟
ج : معنى الدائم الذي لا يلحقه فناء ، والفناء مستحيل عقلاً
في حقّ الله ، فلا دائم بهذا المعنى إلاّ الله ، ولا شريك لله تعالى في
الدّ
يمومية لأن الله دائم بذاته لا شيء غيره أوجب له ذلك ، وأما ديمومية غيره
كالجنة
والنار فهي ليست ذاتية بل هما شاء الله لهما البقاء .
[ 15 ] ـ
س
: ما
معنى الخالق ؟
ج : معنى الخالق أي الذي أبدع وكوَّن جميع الحادثات ، أي
أبرزها من العدم إلى الوجود ، فلا خلق بهذا المعنى إلاّ لله ، قال الله
تعالى : { هَلْ
مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اْللهِ } سورة فاطر
، أي لا خالق إلاّ الله .
[ 16 ] ـ
س
: ما
معنى الرازق في حقِّ الله ؟
ج : معنى الرازق الذي يوصل الأرزاق إلى عباده ، والرزق هو
ما ينفع ولو كان محرماً ، قال الله تعالى : { وما من دابة في الأرض إلا
على الله
رزقها } سورة هود .
[ 17 ] ـ
س
: ما
معنى العالم في حق الله ؟
ج : معنى العالم أن الله موصوف بعلم أزلي أبدي لا يتغير،
فهو عالم بكل شيء قبل حصوله، قال الله تعالى : { وعنده مفاتح الغيب لا
يعلمها إلاّ
هوَ ويعلم ما في البرِّ والبحر وما
تسْقُطُ من ورقةٍ إلاّ يعلمها ولا حبَّةٍ في ظلمات الأرض ولا رطْبٍ ولا
يابسٍ إلاّ
في كتابٍ مبين } سورة الأنعام .
[ 18 ] ـ
س : ما
معنى القدير في حق الله ؟
ج : معنى
القدير المتَّصف بالقدرة ، وهي صفة أزلية
أبدية يؤثر الله بها في الممكنات أي في كلِّ ما يجوز في العقل وجوده وعدمه
، فقدرة
الله لا تتعلق بالواجب الوجود ولا بالمستحيل الوجود ، قال تعالى : { ويعلم
ما في
السموات وما فـي الأرض والله عـلى كلّ شيء قديـر } سورة ءال عمران / 29 .
[ 19 ] ـ
س : بيّن
أقسام الحكم العقلي .
ج : الحكم العـقلي ينقسم إلى ثلاثة : الواجب والإستحالة
والجواز .
الواجب العـقلي : ما لا يُتصوّر في العـقل عدمه ، وهو الله
تعالى وصفاته .
والمستحيل العـقلي : ما لا يتصور في العـقل وجوده ، كوجود
الشَّريك لله .
والجائز العـقلي : ما يتصور في العقل وجوده تارة وعده تارة
أخرى كسائر المخلوقات .
[ 20 ] ـ
س
: ما
معنى أنّ الله فعّال لما يريد ؟
ج : معنى الفعّال لما يريد أنّ الله قادر على تكوين ما سبقت
به إرادته ، لا يعجزه عن ذلك شيء ، ولا يمانعه أحد ، ولا يحتاج إلى
استعانة بغيره .
قال الله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنّ الله يفعل ما يريد } سورة البقرة / 253 . وقال تعالى : { إنّ ربّك
فعّال لما يريد } سورة هود / 107
[ 21 ] ـ
س
: أعْطِ
شرحاً موجزاً لكلمة : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
ج : معناها أنّ كلّ ما أراد الله وجوده لا بدّ أن يوجد في الوقت الذي شاء الله وجوده فيه ، سواء في ذلك الخير والشر والطاعة والمعـصية والكفر والإيمان ، وما لم يرد الله وجوده لا يدخل في الوجود ، فلا يوجد ولا يكون . ومشيئة الله أزلية أبدية لاتتغير ، وهذا اللفظ مأخوذ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، روى ذلك أبو داود في سننه أنه صلَّى الله عليه وسلَّم علّم بعض بناته :" ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن".
والمشيئة هي : تخصيص
الممكن ببعض ما يجوز عليه دون بعض .
[ 22 ] ـ
س
: ما
معنى : لا حول ولا قوة إلاّ بالله ؟
ج : معنى لا حول ولا قوة إلاّ بالله : لا حول عن معصية الله
إلاّ بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلاّ بعون الله ، جاء تفسيرها في
حديث رواه
أبو يعلى بإسناد حسن عن ابن مسعود عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ،
وقد ثبت
أنّه صلَّى الله عليه وسلَّم رغَّب فيه .
[ 23 ] ـ س :
الله
تعالى موصوف بكلّ كمال يليق به ، لماذا قُيّدت كلمة " كمال " بعبارة
يليق به ؟
ج : إنما قيدت هذه العبارة بلفظ يليق به لأنّ الكمال إما أن
يكون كمالاً في حقّ الله وفي حقّ غيره كالعلم ، وإما أن يكون كمالاً في
حقّ غيره
وليس كمالاً في حقّه كالوصف برجاحة العقل ، وقد يكون الوصف مدحاً لله
تعالى وذماً
في حقّ الإنسان وذلك كالوصف بالجبّار هو مدح في حقّ الله وذمٌّ في حقّ
الإنسان ،
ومعنى الجبار إذا أُطلق على الله الذي لا تناله الأيدي ولا يقع في ملكه
غير ما
أراد .
[ 24 ] ـ س : تكلّم
عن تنزيه الله عن النَّقائص .
ج : الله تعالى متصف بكل كمال في حقه ، وهو منزه عن كل نقص
أي ما لا يليق به تعالى كالجهل والعجز والمكان والحيّز واللون والحد ، قال
الإمام
ابو جعفر الطحاوي المتوفى سنة 322هـ :
" تعالى - الله
- عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء
والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات" ، ومعناه لا يجوز على
الله
أن يكون محدوداً ، فإذاً هو منزه عن أن يكون جالساً لأن المتصف بالجلوس لا
بد أن
يكون محدوداً قال الإمام علي رضي الله عنه : " إن الله خلق العرش إظهاراً
لقدرته ولم يتخذه مكاناً لذاته" . ذكره الإمام أبو منصور البغدادي في كتاب
الفرق بين الفرق بعد أن نقل الإجماع على تنزيه الله عن المكان والحد .
[ 25 ] ـ س : ما معنى
قوله تعالى : { ليس كمثله شيء } سورة الشورى / 11 ؟
ج : معناه أن الله لا يشبه شيئاً من اللطائف والكثائف
والعلويات والسفليات ، قال تعالى : { ولم يكن له كُفُواً أحد } سورة
الإخلاص ، أي
لا نظير لله بوجه من الوجوه ، قال الإمام ذو النون المصري والإمام أحمد
رحمهما
الله : " مهما تصوّرت ببالك فالله بخلاف ذلك" ، وقال الإمام أبو
جعفر
الطحاوي في عقيدته : " ومن وصف الله بمعنىً من معاني البشر فقد كفر"