ليلة القدر خير من ألف شهر
ليلة القدر خير من ألف شهر
خص الله تبارك وتعالى بعض الليالي بالفضل والمزية فجعل ثواب الطاعة فيها مضاعفاً، وهذا من فضل الله تبارك وتعالى علينا ومَنِّه فهو يفعل ما يشاء ويختار ولا يجب عليه شيء.
ومن هذه الليالي المباركة الفضيلة ليلة القدر والتي هي أفضل الليالي على الإطلاق، فهي ليلة خير من ألف شهر كما أخبر الله في القرآن الكريم.
وهذه الليلة هي الليلة التي نزل فيها القرءان كما قال تعالى: {إنَّا أنزلناه في ليلة القدر}، وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم} (سورة الدخان 3-4.
فهذه الليلة المباركة هي ليلة القدر لأنها الليلة التي أنزل فيها القرءان، هو القرآن كان في الذكر أي اللوح المحفوظ، ثمَّ بعد أن تم لسيدنا محمد أربعون سنة أنزل الله تعالى( أي أمر جبريل بأن ينزل) القرءان جملة واحدة إلى السماء الدنيا إلى بيت العزة، كانت تلك الليلة من رمضان في ذلك العام الذي بدأ على رسول الله نزول القرءان فيه.
ليلة القدر لا تكون إلا في رمضان، لا تكون في شعبان ولا شهر ذي الحجة ولا في شهر ذي القعدة أو رجب أو غير ذلك إلا في رمضان.
ثم ليلة القدر ليست من خصوصيات أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل كانت أيام الأنبياء الماضين.
وليلة القدر هي الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، أي كل أمر مبرم، أي من الأمور التي تحدث من العام إلى العام القابل من موت وصحة ومرض وفقر وغنى وغير ذلك مما يطرأ للبشر تفرق في هذه الليلة أي ليلة القدر.
هكذا قال ترجمان القرءان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقد لقب بترجمان القرءان من إتقانه لتفسير القرءان، برز بين أصحاب رسول الله حتى لقبه بعضهم ترجمان القرءان وكان الرسول التزمه، ضمه إليه ودعا له بفهم القرءان لذلك بلغ هذه المرتبة أن يلقب بترجمان القرءان، كان إذا تكلم يقال عنه أفصح الناس، ومن نظر إليه يقول عنه أجمل الناس، هو رضي الله عنه وعن أبيه قال في قوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} أي أنه يكون تقسيم القضايا التي تحدث للعالم من تلك الليلة إلى مثلها في العام القابل، وقال أن تلك الليلة هي ليلة القدر.
وليلة القدر قد تصادف إما أول رمضان وإما وسطه وإما ءاخره لكن في الغالب قد تصادف ءاخره.
وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو ثلاث وعشرين أو إحدى وعشرين وقد تحدث في الشفع أي غير الوتر، فإن الليلة التي أنزل فيها القرءان دفعة واحدة من الذكر إلى السماء الدنيا إلى بيت العزة كانت ليلة أربع و عشرين من شهر رمضان.
عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان". رواه الإمام أحمد.
ففي الحديث دليل أن ليلة القدر تصادف شفعاً أيضاً وليس وتراً فقط فلذلك لا يجوز أن يقال: إن ليلة القدر لا تكون إلا ليلة سبع وعشرين بل الأمر الصحيح أن يقال أنها يجوز أن تصادف أي ليلة من رمضان.
يجوز أن تصادف الليلة الأولى أو الليلة الثانية أو الثالثة إلى آخر الشهر لكن الغالب أنها تكون في العشر الأواخر من رمضان لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر" معناه الأغلب أنها تكون كذلك لكن لا يجزم أنها لابد أن تكون في العشر الأواخر.
هو المؤمن ينبغي أن يجتهد في طاعة الله تعالى في كل رمضان لأن الثواب فيه أعظم من سائر الشهور وربما صادف في أحد لياليه تلك الليلة فيكون قد نال خيراً عظيما.
ومعنى ليلة القدر أي ليلة الشرف العظيم لأن الله يطلع ملائكته ويبين لهم تفاصيل ما هم مأمورون بفعله وما يحصل للعباد خلال هذه السنة من موت وحياة وولادة وأرزاق ومصائب وفرح ونحو ذلك وإنما أخفى الله تعالى تلك الليلة ليجتهد العباد في كل ليالي رمضان طمعاً في إدراكها قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: "الملائكة ليلة القدر في الأرض أكثر من عدد الحصى".
وقال عليه الصلاة والسلام: "إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة من الملائكة (أي جماعة) يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل" رواه السيوطي في الجامع الكبير.
ومعنى {بإذن ربهم من كل أمر} أي ينزلون في هذه الليلة بكل أمر قضاه الله مما يحصل في تلك السنة .
ومعنى {سلام هي حتى مطلع الفجر} أي ليلة القدر سلام وخير وبركة على أولياء الله أهل طاعته المؤمنين وتلك السلامة تدوم إلى مطلع الفجر.
ومن علامات ليلة القدر
- أن يرى نور (أي ضوء) خلقه الله غير نور الشمس والقمر والكهرباء.
- أو سماع صوت الملائكة.
- أو رؤية الأشجار ساجدة.
- وطلوع الشمس صبيحتها لطيفة.
- أو رؤية الملائكة على صورهم الأصلية ذوي أجنحة.
ومن رءاها يسن له أن يقول ما علم الرسول عائشة فقد سألته: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال: "قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". رواه الترمذي.
فنسأل الله تعالى أن يجعل أوقاتنا كلها عامرةً بطاعة الله تعالى وأن يعلمنا ما جهلنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما والحمد لله رب العالمين.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|