قصة رحمة بنت إبراهيم وقصة ولي من حلب - الجزء الثالث
قصة رحمة بنت إبراهيم وقصة ولي من حلب (الجزء الثالث)
فلما أصحروا كر الكفار عليهم(1) وصار المسلمون في مثل الحرجة(2) فتحصنوا واتخذوا دارة يحاربون من ورائها وانقطع ما بينهم وبين الحصن وبعدت المعونة عنهم فحاربوا كأشد حرب وثبتوا حتى تقطعت الأوتار والقسي(3) وأدركهم التعب ومسهم الجوع والعطش وقتل معظمهم وأثخن الباقون بالجراحات(4).
ولما جن عليهم الليل(5) تحاجز الفريقان(6) قالت المرأة: ورفعت النار على المناظر ساعة عبور الكافر، فاتصل الخبر بالجرجانية وهي مدينة عظيمة في قاصية خوارزم(7)، وكان ميكال مولى طاهر بها في عسكر فخف في الطلب هيبة للأمير أبي العباس عبد الله بن طاهر رحمه الله، وركض إلى هزاراسب في يوم وليلة أربعين فرسخا بفراسخ خورازم وفيها فضل كثير على فراسخ خراسان(8).
وغدا الكافر للفراغ من أمر أولئك النفر(9) فبينما هم كذلك إذ ارتفعت لهم الأعلام السود وسمعوا أصوات الطبول فأفرجوا عن القوم(10)، ووافى ميكال(11) موضع المعركة فوارى القتلى وحمل الجرحى(12).
(1) معناه لما صاروا في الصحراء أي لما خرجوا إلى البرية كر عليهم الكفار.
(2) أي في مثل الغابة.
(3) الأوتار جمع وتر وهو ما للقوس، والقسي جمع قوس.
(4) معناه مات أكثرهم والآخرون أثخنوا معناه أصابهم جراحات شديدة ولكن لم يموتوا.
(5) أي لما دخل عليهم الليل.
(6) أي هؤلاء توقفوا عن هؤلاء وهؤلاء توقفوا عن هؤلاء.
(7) أي في أطرافها.
(8) يعني عندهم في عادتهم فراسخهم تزيد على فراسخ تلك البلاد.
(9) النفر أي الجماعة.
(10) معناه الكفار هربوا لما رأوا الجيش الإسلامي قادما.
(11) أي حضر ميكال.
(12) أي دفن القتلى الذين ماتوا، والجرحى حملهم من المكان الذي كانوا فيه إلى مكان المداواة.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|