ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان
إنّ الحمد للهِ نحمدَه ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدِ الله فلا مضلّ له ومن يضلِل فلا هاديَ له ، ونشهد أن لا إلهَ إلا الله
وحده لا شريك له ولا مثيل ولا شكل ولا صورة ولا هيئة ولا كمية ولا أعضاء ولا مكان له، جلّ ربِّي لا يشبه شيئًا ولا يشبهه شىء وليس كمثله شىء وهو السميع البصير.
ونشهد أنّ سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبد الله ورسوله وصفيّه وحبيبه بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه.
الصلاة والسلام عليك يا خير العباد ويا أزهد الزهاد يا محمّد يا علم الهدى يا رسول الله .
أما بعد، فليلة النصف من شعبان هي ليلة مباركة، وأكثر ما يبلغ المرء تلك الليلة أن يقوم ليلها ويصوم نهارها ويتقي الله فيها، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها" رواه ابن ماجه .
وليعلم أن ليلة النصف من شعبان ليست الليلة التي قال الله عنها: {فيها يُفرَقُ كل أمر حكيم}.
وإن كان شاع عند بعض العوامِّ أن هذه الليلة هي ليلة النصف من شعبان فهذا غير صحيح، والصواب أنّ هذه الليلة هي ليلة القدر.
ومما ينبغي الانتباه منه دعاء اعتاد بعض الناس على ترداده في هذه الليلة وهو: "اللهم إن كنت كتبتني عندك في أمّ الكتاب محروما أو مطرودًا أو مقتَّرا عليّ في الرزق فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي ..." الخ .
فهذا اللفظ روي بعضه عن عمر وابن مسعود ومجاهد رضي الله عنهم ولم يثبت لأن من يعتقد أن الله يغيّر مشيئته بدعوة داعٍ فقد فسدت عقيدته ، فإن مشيئة الله أزليّة أبديّة لا يطرأ عليها تغيّر ولا تحوّل كسائر صفاته علمه وقدرته وتقديره وغيرها، فلا يجوز أن يعتقد الإنسان أن الله يحدث له مشيئة شىء لم يكن شائيًا له في الأزل كما لا يجوز أن يقال إنه حدث له علم شىء لم يكن عالمًا به في الأزل ، فلا تتغير مشيئة الله بدعوة داعٍ أو صدقة متصدّق أو نذر ناذر.
فلقد روى مسلم عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سألت ربِّي ثلاثًا فأعطاني ثِنتين ومنعني واحدة" . وفي رواية: "قال لي يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يُردّ " .
اللهمّ وفِّقنا لفعل الخيرات والطاعات والحسنات يا ربّ الكائنات يا ربّ العالمين يا الله .
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|