شهر رمضان المبارك
شهر رمضان المبارك
الحمدّ لله الرحيم الرحمن، خالق الإنس والجان، ذاكر من ذكره وشاكر من شكره ومشعب الخير في شعبان، أحمده حمدا يدوم على الدوام وأشكره على الخير والإنعام وأستغفره وأتوب إليه من الذنوب والآثام، وأشهد أنْ لا إله إلا الله الحليم الدّيان، وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدا سيد ولد عدنان، صلى الله عليه وعلى ءاله وأصحابه صلاة وسلاما دائمين متلازمين على مرّ الليالي والزمان، الصلاة والسلام عليك يا علم الهدى، الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، الصلاة والسلام عليك يا إمام المجاهدين، الصلاة والسلام عليك يا من كنت ءاخر السلسلة الذهبية من الأنبياءالصادقين، اللهم صلّ وسلّم وبارك عليه كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون.
أما بعد، فيا حماة الإسلام ويا حراس العقيدة أوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله العلي العظيم اتقوا الله حق تقاته ولا تنسوا أننا على مقربة من إطلالة شهر عظيم مبارك.
شهر الخير والبركات، شهر الإنتصارات، شهر المواساة والعطف شهر رمضان العظيم حريّ بي وأنا أهنئكم بهذه الإطلالة المباركة أن أتحدث عن قضية مهمة هي قضية هلال رمضان، اسمعوا معي رحمكم الله، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما".
من هذا الحديث الصحيح عرف العلماء علماء المذاهب الأربعة من شافعية وحنفية ومالكية وحنابلة عرفوا من هذا الحديث الشريف أنه لا يجوز أن تقدم رمضان بيوم أو يومين، بل صوموا لرؤيته أي لرؤية الهلال وأفطروا لرؤيته أي الهلال فإن غمّ عليكم لم تروا هلال رمضان في ليلة الثلاثين من شعبان، غمّ عليكم، فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما وبعده يكون رمضان.
ثم بيّن القائد الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز إعتماد الحساب في قضية الهلال مما يفعل المنجمون والفلكيون يعملون حسابات ويقولون يولد هلال شهر كذا في يوم كذا لا يجوز الإعتماد على المنجم أو الفلكي من أجل هلال رمضان والدليل عليه ما قاله صلى الله عليه وسلم مما رواه الإمام البخاري ومسلم "نحن أمة أميّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا" أعيد واسمعوا لأن في الإعادة إفادة، نحن أمة أميّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا أي إما 29 وإما 30 وربنا قال: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} فالعرب الذين كانوا حول الرسول الذين كانوا حوله في بدء البعثة أغلبهم كانوا لا يعرفون الكتابة ولا الحساب، كان الفهم فيهم أقوى من الكتابة بعكس اليوم فما أكثر الكتّاب وما أقل أصحاب الفهم ويا للأسف، أما في زمنه صلى الله عليه وسلم كان أصحاب الفهم كثر والذين يكتبون قلة.
"نحن أمّة أميّة لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا" من هذا الحديث اتفق علماء المذاهب الأربعة، ولينظر في كتبهم من شاء، اتفقوا على أنّه لا يجوز الإعتماد على الفلكي والمنجم بالنسبة للهلال وإنما الإعتماد على الرؤيا لأنه صلى الله عليه وسلم قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما".
هذه قضيتنا الأولى وهي مهمة ينبغي أن تفهموها تماما.
القضية الثانية هي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّما الأعمال بالنيات".
ما معنى الحديث؟ معناه أنّ الصلاة لا تصحّ بلا نيّة والصيام لا يصح بدون نيّة والزكاة لا تقبل بدون النيّة والحج لا يعتبر بلا نية إنما الأعمال بالنيات، معناه أنّ الأعمال الصالحة لا بدّ لها من نية، وليس معناه سب الله وقل إنما الأعمال بالنيات، بعض النّاس إذا سمعتهم يسبون الله أو يشتمون الرسول أو يشتمون الصلاة، فإن أنت راجعتهم وقلت لهم تشهدوا واعزموا أن لا تعودوا قالوا إنما الأعمال بالنيات، ما للحديث وهذه الأقوال؟ شتان، إنما الأعمال بالنيات أي الأعمال الصالحة لا تقبل بدون النية باتفاق العلماء.
ومن هنا ألفت إنتباهكم لمسألة النية في الصيام بما أننا مقبلون على صيام رمضان لذا لا بدّ أن تفهموا أنّه لا بد من تبيت النيّة للصيام في مذهب الإمام الشافعي، لا بدّ من تجديد كلّ يوم بيوم لأن الشافعي اعتبر أنّ كل يوم من يومه عبادة مستقلة كما أن صلاة الظهر منفصلة عن العصر، لا بدّ أن نبيّت النيّة ليلا قبل الفجر فإن طلع الفجر ولم تنو فاتك الصيام تقول نويت صيام يوم غد من رمضان إيمانا واحتسابا لله تعالى، تجدد هذه النيّة لكل يوم ليلا أما في مذهب المالكية فيكفي أن تنوي في ليلة اليوم الأول عن الشهر كله تقول نويت صيام رمضان ثلاثين يوما، وأما في مذهب الحنفية فتصح النية صباحا قبل الزوال إن نويت صحت النية فاهتموا بهذا الأمر.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|