عاقبة الظلم
عاقبة الظلم
يروى أنه كان رجل من أهل القرون السالفة ينادي على ساحل البحر بأعلى صوته إلا من رءاني فلا يظلمن أحدا فدنا منه أحدهم وقال له يا عبد الله ما خبرك؟
فقال جئت يوما هذا الساحل فرأيت صيادا قد صطاد سمكة فسألته أن يعطيني اياها فأبى فسألته أن يبيعها لي فأبي فضربت رأسه بسوطي وأخذتها منه قهرا ومضيت بها فبينما أنا ماشٍ بها إذ عضت على إبهامي وقد ورم وانتفخ ثم ظهرت فيه عيون من آثار عضة هذه السمكة.
فذهبت إلى الطبيب فلما نظر إلى إبهامي قال هذه أكلة أي غرغرينا بلا شك وإن لم تقطع ابهامك هلكت قال فقطعت إبهامي ثم ضربت على يدي فلم اطق النوم من شدة الألم .
فقال لي اقطع كفك فقطعته وانتشر الألم إلى الساعد وءالمني وجعلت أستغيث من شدة الوجع فقيل لي اقطعها من المرفق فقطعتها فانتشر الألم إلى العظم فقيل لي اقطع من جهة كتفك وإلا سرى المرض إلى جسدك كله فقطعتها ثم إني سئلت ما سبب ألمك فذكرت قصة السمكة.
فقيل لي لو كنت رجعت أول الأمر إلى صاحبها فاستحللت منه واسترضيته ولم تقطع من أعضائك عضوا فاذهب إليه الآن واطلب منه أن يسامحك قبل أن ينتشر المرض في بدنك كله .
قال الرجل فلم أزل في طلبه في البلد حتى وجدته فوقعت على قدميه اقبلهما وأبكي وقلت له يا سيدي سألتك بالله إلا عفوت عني .
فقال لي من أنت فقلت أنا الذي أخذت منك السمكة وذكرت له ما جرى لي وأريته يدي كيف قطعت فبكى حين رءاها وقال يا أخي قد أحللتك منها.
فقلت يا سيدي سألتك بالله هل كنت دعوت علي لما أخذتها منك قال نعم قلت اللهم هذا يقوى علي بقوته على ضعفي فأخذ مني سمكتي فأرني فيه قدرتك فانظروا كيف كانت عاقبة فعل ذلك الرجل الذي أخذ السمكة من الصياد ظلما وما جرى له من الشدة والمرض وما خلص من ذلك إلا بعد أن سامحه الصياد.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|