من أفتى الناس في كل ما يستفتونه
من أفتى الناس في كل ما يستفتونه
س: قال ابن الصلاح: وروينا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه قال: "أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول"، وفي رواية: "ما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ودّ أن أخاه كفاه إياه ولا يستفتى عن شىء إلا ودّ أن أخاه كفاه الفتيا".
وروينا عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "من أفتى الناس في كل ما يستفتونه فهو مجنون". وعن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه.
قال الشيخ: هكذا
س: قال ابن الصلاح: وروينا عن أبي بكر الأثرم قال سمعت أحمد بن حنبل يستفتى فيكثر أن يقول: "لا أدري" وذلك من أعرف الأقاويل فيه، وبلغنا عن الهيثم بن جميل قال: شهدت مالك بن أنس سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها "لا أدري".
وعن مالك أيضًا أنه ربما كان يسأل عن خمسين مسألة فلا يجيب عن واحدة منها، وكان يقول: "من أجاب في مسألة فينبغي من قبل أن يجيب فيها أن يَعرض نفسه على الجنة والنار وكيف يكون خلاصه في الآخرة ثم يجيب فيها".
وعنه أنه سئل في مسألة فقال: "لا أدري" فقيل له إنها مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: "ليس في العلم شىء خفيف، أما سمعت قوله جلّ ثناؤه {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} فالعلم كله ثقيل وبخاصة ما يسأل عنه يوم القيامة، وقال: إذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تصعب عليهم المسائل ولا يجيب أحد منهم في مسألة حتى يأخذ رأي صاحبه مع ما رزقوا من السداد والتوفيق مع الطهارة فكيف بنا الذين غطت الخطايا والذنوب قلوبنا.
قال الشيخ: هكذا.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|