الفرقة الناجية
الفرقةُ الناجية
الحمدُ للهِ وبعد فإن أعظمَ نِعمِ اللهِ على عبادهِ الإسلامُ على مذهبِ أهلِ السُنةِ والجماعة لأنَ مذهبَ أهلِ السُنة والجماعة هو ما كانَ عليهِ الرسولُ والصحابة ثُم تناقلهُ المُسلمون خلفاً عن سَلف أي من عصرهِ صلى الله عليه وسلم إلى وقتِنا هذا ولا يزالُ مذهب أهلِ السُنة هو عقيدة جمهورِ الأمة إلى يومِ القِيامة أما ما سوى مذهبِ أهلِ السُنة فإنها تنقرِضُ.
حدثَ فيما مضى نحو اثنتينِ وسبعينَ فرقة كلٌ يدعونَ الإسلام شذوا عما كان عليهِ الصحابة ومن تبعهم من جمهورِ الأمة ثُم انقرضوا ثُم نبغت طائفتانِ بل أكثر من طائفتينِ من نحو سبعين سنة تَدّعي الإسلام وهُم ليسوا على الإسلام لأنهم خالفوا الصحابة ومن تَبعهم إلى عصرِنا هذا من هؤلاءِ أدعياءُ السلفية المُشبهة المُجسمة اتباعُ رجُلٍ ظهرَ منذ نحو مائتينِ وستينَ سنةٍ تقريباً لبدعةٍ ادعاها ديناً وهي ليست من الدين يُقال لهُ مُحمدُ بنُ عبدِ الوهّاب وفرقةٌ اخرى اتباع سيد قطُب المصري وهذه الفرق مضى عليها نحو سبعين سنة و فرقة اخرى يُقال لها التحريرية كذلِك مضى عليها نحو سبعينَ سنة كل هؤلاء مُخالفون للقرءان والحديث.
اما نحنُ فالحمدُ لله فعلى ماكان عليهِ الصحابة ومن تَبعهم الى يومنا هذا نحنُ مع جمهور الأمة لسنا شاذين, وكان الخُلفاء والسلاطين على مذهبِ أهلِ السنة ومنهُم السلطان صلاح الدين الأيوبي المتوفى سنة تسعين وخمسمائة من تاريخ الهجرة النبوية كان رضي اللهُ عنهُ سُلطاناً عادلاً وكانَ حافظاً للقُرءان و كانَ حافظاً لِكِتاب التنبيه في فقهِ المذهبِ الشّافعي و كان حافظاً كِتاب الحماسة,تَلقى العلم من أهلِ المعرفةِ وكانَ يحضُر مَجالس المُحدثين على العادة القديمة عند عُلماء الحديث وكانَ رضي اللهُ عنهُ اشعري العقيدة وهي التي نحنُ عليها ان الله ليسَ حجماً كَثيفاً ولا حجماً لطيفاً ولا يتَصِف بصفات الحجم, صِفات الحجم اللطيف والكثيف مُستحيلة على الله, الله تباركَ وتعالى ذاته أي حقيقتهُ ليسَ حَجماً لطيفاً أي كالضوءِ والريح وليسَ حجماً كثيفاً كالحجرِ والإنسان والشجرِ والنّجم والشَمس والقمر لانهُ خَالق الكل خالقُ الحجم اللطيف وخالق الحجم الكثيف ما كان في الأزلِ حجمٌ كثيف ولا حجمٌ لطيف ما كانَ ليل ولا نهار ما كانَ هذا الفراغ الذي بين الارض والسماء وبينَ كل سماء وسماء وبينَ السموات الى العرش ما كان موجود الا الله كل هذه الحادثات لم تكن.
الله تَبارك وتعالى هو خالق الحجم اللطيف و الكثيف فليسَ هو حجماً كثيفاً ولا حجماً لطيفاً وليس مُتحيزاً في جهة فوق ولا في غيرها ولا متحيز في جميع الجهات كل ذلك مستحيل ٌعلى الله لأنهُ لو كانَ كذلك لكانَ لهُ أمثال والقرءان الكريم يقول :{ليس كمثلهِ شئ}معناهُ: لا يُشبه شيئاً من العالمِ بوجهٍ من الوجوه ثُم كما أن ذاتهُ أي حقيقتهُ لا يُشبهُ شيئاً كذلِك صفاتهُ لا تُشبه صفات غيره هو متصفٌ بالقُدرة والإرادة والعلم والسمعِ والبصرِ والحياةِ والكلامِ هذهِ الصِفاتُ ليست كصِفات الخلق لأن صِفاتهِ لا تزيد ولا تنقُص ولا تنقطع بمرور الزمان في أثناء الزمان لا يدخُلُها تقطع كحياتهِ أي كما أن حياتهُ لا يدخُلها تقطع كذلِك كلُ صفاته لا يدخُلُها تقطع فالله هو الموجود الذي لا يشبه الموجودات موجود بلا مكان ولا جهة ولا يوصف بأوصاف المخلوقين. واللهُ اعلم واحكم
هدي محمد صلى الله عليه وسلم
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|