من الذينَ يؤثرونَ على أنفسهم
هدي محمد صلى الله عليه وسلم
من الذينَ يؤثرونَ على أنفسهم
روي انهُ كانَ بمصر تاجر تمر, يُقالُ لهُ : عطية بن خلف , وكانَ من اهلِ الثروةِ ثُم افتقرَ , ولم يبقَ لهُ سوى ثوب ستر عورتهُ , فلما كانَ يوم عاشوراء , صلى الصُبحَ في جامعِ عمرو ابن العاص ووقف يدعو مع جُملة الناس وهو بمعزلٍ عن النِساء , فجائتهُ امرأةٌ ومعها أطفال فقالت : ياسيدي , هلا فرجتَ عني وءاثرني بشئ أستعين بهِ على قوتِ أطفالي ! ماتَ أبوهم وما تركَ لهُم شيئاً وأنا شريفة منسوبة للنّبي الأعظم صلى الله عليه وسلم , ولا أعرفُ أحداً أقصدهُ!
فقالَ الرجلُ في نفسهِ: أنا لا أملكُ شيئاً وليس لي غير هذا الثوب, ثُم قالَ لها: اذهبي معي حتى أعطيكِ شيئاً, فذهبت معهُ إلى منزله, فأوقفها على الباب ودخل وخلع ثوبه واتزر بثوب بالٍ كان عنده,ثُم ناولها الثوب من شق الباب, فقالت له:رزقك الله من حلل الجنة, ولا أحوجك في باقي عمرك إلى أحد,ففرح بدعائها وأغلق الباب ودخل بيته يذكر الله تعالى إلى الليل ,ثُم نام فرأى في الرؤيا حوراءَ لم ير الراؤونَ أحسنَ منها وبيدها تفاحة قد عطرت ما بين السماء والأرض, فناولته التفاحة فكسرها , فخرج منها حلة من حلل الجنة لا تساويها الدنيا وما فيها , فألبسته الحلة وجلست معهُ, فقال لها : من أنتِ؟ فقالت: زوجتك في الجنة , فقال: فبم نلت ذلك؟قالت: بدعوة تلك المسكينة الأرملة والأيتام الذين أحسنت إليهم بالأمس.
مواضيع ذات صلة
|