الحث على العمل للآخرة
هدي محمد صلى الله عليه وسلم
الحث على العمل للآخرة
الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين وحبيب رب العالمين ؛ أما بعد ...
قال رسول الله : (( المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد ))
هذا الحديث معناه أن من تمسك بشريعة الرسول ( أي العقيدة والأحكام ) عند فساد الأمة، وقد فسدت الأمة الآن. ((له أجر شهيد)) أي ينال أجر الشهيد الذي أخذ السلاح وقاتل في سبيل الله الكفار. والسنة في حديث الرسول ليس معناها ما يقابل الفريضة وهي التي في فعلها ثواب وليس في تركها عقاب إنما السنة في أحاديث الرسول معناها الشريعة. ومن تعلم في هذا الزمان ما فرض الله عليه أن يتعلم ثم طبق ذلك تطبيقاً كاملاً ثم أمر بالمعروف ونهى عن المنكر بجدٍ أي بذل وسعه في ذلك نال ثواب الشهيد، وهذا ينطبق على زماننا هذا.
فعليكم ببذل الجهد بتعلم مذهب أهل السنة والجماعة وأن تعلموا الناس ذلك وأن تصرفوا أوقاتكم بالاشتغال في هذا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (( من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة )) فمن أراد جنة الله الغالية عليه أن يعمل بذلك الآن، في هذا الزمان أفضل الجهاد هو جهاد البيان وأنتم ترون فساد الأمة وانتشار الضلال وتقاعس أكثر الناس عن تعلم علم الدين وعن العمل به وعن تعليمه للغير؛ وإن من علامات الفلاح في الآخرة أن يكون المؤمن مقبلاً على علم الدين لا يشبع منه الإنسان يشبع من الأكل ومن الشرب والمؤمن الكامل من شأنه أن يكون منهوماً بتعلم علم الدين لا يشبع منه ولا يمل أما الشخص الذي شأنه أنه لا يقبل على علم الدين فهذا خسارة كبيرة.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( أيها الناس تعلموا وإنما العلم بالتعلم )) وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من الكسل ومن العجزِ وهو ضعف الهمة في طاعة الله والكسل هو التواني عن الاقبال إلى الخيرات وكلا الأمرين مذموم لا خير فيه. فلا ينبغي أن نصرف هممنا إلى جمع المال للدنيا وصرفه في الملذات والشهوات ولا ينبغي أن نكون غافلين عن الاستعداد للقبر والآخرة. روى عن سيدنا ءادم أمه قال:
لِدوا للموت و ابنوا للخراب فكلكم يصير إلى الترابِ
معناه مهما ولدت أولادًا ومهما ولدت من الأبناء كل ذلك مآله الفناء والذي يستفيد منه هو العمل الصالح. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) معنى الحديث لا تتعلق بالدنيا إلا كتعلق الغريب الذي يريد الوصول إلى أهله ومن شأنه أنه يحمل الزاد من الطريق إلى مكان الوصول، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( الدنيا مزرعة الآخرة )) وقال عليه الصلاة والسلام: (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )) معناه أن هذه الدنيا بالنسبة للمؤمن التقي كالسجن يقاسي فيها المشقات والبلايا والكافر يعتبرها كالجنة. ا.هـ
اللهم اجعلنا من الصالحين الصابرين وانصرنا على أعدائك أعداء الدين يا أرحم الراحمين....
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|