فضح ورد على عدنان توفيق ياسين
إنّ الحمد لله نحمده ونسغفره ونستهديه ونسترشده، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا من يهد الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيِّه وحبيبه من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشّرًا ونذيرًا بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة فجزاه الله عنّا خير ما جزى نبيًّا من أنبيائه، صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى كلِّ رسول أرسله.
أما بعد، أيّها الأحبّة المؤمنون إنّي أحبّكم في الله، وأوصي نفسي وإيّاكم بتقوى الله العليِّ العظيم وبالثبات على نهج رسول الله محمّد الكريم.
يقول الله تعالى في كتابه المبارك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً﴾، فلا شكّ إخوة الإيمان إنّ الفوز العظيم هو باتّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم اتّباعًا كاملاً وليس باتّباع الهوى والنّفس الأمّارة بالسوء، فلقد صدق شيخنا رضي الله عنه حين قال: "من اتّبع الهوى هوى" .
فكم وكم من النّاس حادوا عن جادة الصّواب وغرقوا في بحر الفساد والجهل والضّلال وذلك لأنّهم أعرضوا عن الحقِّ متكبّرين وأعرضوا عن العلماء العاملين، وإنّك يا أخي المسلم لتزداد تعجّبًا لَمّا تسمع أنّ من هؤلاء من يدّعي أنّه من أولياء الله الصّالحين كالمدعو عدنان ياسين.
واليوم من على هذا المنبر سأعرض عليكم بإذن الله تعالى مفارقة بين الصّوفيّ الصّادق وبين مدّعي التصوّف. فالصّوفيّ الصّادق من كان عاملاً بشرع الله تعالى لا يتبع نفسه الهوى في المأكل والمشرب والملبس، يكتفي بالقدر الذي يحفظ له صحّة جسده مع بذل الجهد بطاعة الله بأداء الواجبات والإكثار من النّوافل. وهذا معنى ما قاله أبو عليّ الروذباري وهو إمام محدّث صوفيّ وهو تلميذ الجنيد البغدادي شيخ الصّوفيّة قال:
" الصّوفيُّ من لبس الصّوف على الصفا *** وسلـك طريـق المصطفــى
وأذاق النّفس طعــم الجفــــا *** وكانت الدّنيا منه علـى القفـا "
فانظروا رحمكم الله تعالى إلى هذه المعاني العظيمة التي أوضحت لنا حال الصّوفيّة والتصوّف.
أوّلاً عاملاً بشريعة الله تعالى، فكيف يكون عدنان ياسين صوفيًّا صادقًا عاملاً بشريعة الله وهناك من يشهد عليه أنّه لَمّا دخل إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم في المدينة المنوّرة ورأى ثريّا جميلة الشَكل وكبيرة جدًّا قال هذه الثّريّا الله ما خلقها والعياذ بالله.
كيف يكون عاملاً بشريعة الله وهو عاقٌّ لأمّه وماتت وهي تدعو عليه ومنكسرة القلب لأنّه حاول مرارًا طردها من المنزل.
كيف يكون صوفيًّا صادقًا عاملاً بشريعة الله وهو يختلي بالنّساء ويمسك بأيديهنّ ويضعها على صدره حتى يوهمهنّ بأنّه صاحب قلب ذاكر.
الصّوفيُّ الصّادق لا يتبع نفسه الهوى في المأكل والمشرب والملبس، أمّا عدنان ياسين طعامه الفرِّي المشويّ مع الصنوبر المدقوق حتّى يصير كالطّحينة، عدنان ياسين الذي دخل عنده شخص في محلّة عائشة بكّار عنده بيت أرضي فقال له أي عدنان لصاحب البيت أريد أن أبني فوق منزلك منزلاً للأمير، ويعني بالأمير نفسه، شخصه لأنّه كان يعتبر نفسه مرجعًا في لبنان، فقال له صاحب البيت يا أمير الأساس ضعيف. فأجابه عدنان ياسين أضرب لك على زوايا البيت عواميد من نور وأبني فوقك. ولكن صاحب البيت تبيّن له بعد فترة دجل وخداع هذا الرّجل. والشيخ عثمان سراج الدّين رحمه الله طرد عدنان ياسين وتبرّأ منه وحذّر منه قبل وفاته وأرسل تحذيرًا إلى لبنان مبيّنًا فيه أنّه لا علاقة له بهذا الرجل المدّعي المخادع.
وعدنان ياسين له مؤلفات يمتدح فيها حازم أبو غزالة الّذي ادّعى أنّه المهديّ المنتظر والّذي عمل خمس مجلّدات يسمّيها الأجوبة الغزاليّة يصرّح فيها بالحلول والعياذ بالله تعالى. وعقيدة أهل الحلول يقولون فيها أنّ الله حالٌّ في الأشخاص والعياذ بالله من الكفر والضلال. فإنّ مدّعي النّبوّة بعد سيّدنا محمّد أي الذي يدّعي أنّه نزل عليه الوحي بالنّبوّة بعد سيّدنا محمّد متّفق على تكفيره، فلا شكّ أنّ مدّعي الألوهيّة أكفر وأكفر، وقد قال صاحب كتاب الأنوار لأعمال الأبرار في تعداد الكفريّات: "من قال أنا الله مازحًا كفر" . أمّا عدنان ياسين قال عن حازم أبو غزالة شيخ الطّريقة الشاذليّة، وعلّق له صورته في إحدى مؤلّفاته، وعلّق صورة ناظم القبرصلي الّذي يعتبر نفسه أعلى رتبة في الأنبياء والله تعالى يقول عن الأنبياء: ﴿وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾، أيّها الأحبّة المؤمنون إنّ تحذيرنا من أهل الضّلال من باب النّصيحة الواجبة وليس من باب الغيبة المحرّمة، فنحن قدوتنا محمّد صلّى الله عليه وسلم الذي قال: "حتى متى ترعون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه كي يحذره النّاس". فوالله ليس بيننا وبين من نحذّر منهم دنيا زائلة فانية إنّما بيننا وبينهم شرع الله تعالى، كتاب الله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾. والله نسأل حسن الحال والختام هذا وأستغفر الله لي ولكم.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|