السواك وغيره مما يجلبه الحاج معه كذلك التحذير من الكتب التي توزع هناك
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه، صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله، أمّا بعد فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ العظيم ،يقول الله تعالى في القرءان الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
ويقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم :" اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج " فهنيئًا لمن أكرمه الله تعالى هذا العام فجعل حجّه مبرورًا وثبت على طاعة الله تعالى بعد أداء هذه الفريضة العظيمة وأقبل بهمة عالية إلى مجالس علم الدين ليغترف منها ما ينفعه في الدنيا وفي الآخره. وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته كثيرًا منَ الأمور التي تنفعهم في دينهم ودنياهم وحضهم على العمل بها فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " يا أيها الناس تعلموا فإنما العلم بالتعلم وإنما الفقه بالتفقه فمن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ".
وما قوله عليه الصلاة والسلام :" فإنما العلم بالتعلم " إلا تعليم لنا أن العلم يؤخذ من العلماء بالتلقّي وليس بالمطالعة بالكتب. لذلك نقول لمن حجّ بيت الله الحرام بعد أن أكرمك الله بهذه الرحلة العظيمة إياك أن تنكب على الكتب التي توزع هناك على الحجاج لأن هذه الكتب بعد الاطلاع عليها تبين أنها محشوة بالعقائد الفاسدة المخالفة لعقائد المسلمين حيث إنهم يشبهون الله تعالى بخلقه ويحرمون زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم والتوسل به فهذه الكتب والشرط لا توزع ولا تقرأ ولا تعطى هدية لأحد إنما نصيحتنا لكم أن تتلفوا هذه الكتب خوفًا على دين المسلمين. وكم هو جميل أن نستفيد من الأمور التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته التي منها استعمال السواك والاكتحال بالإثمد ولبس القلنسوه والقميص الأبيض ( أي الجلابية ) والشرب من ماء زمزم والتطيب وغير ذلك من الأمور المفيدة التي يجلبها الحجّاج.
أماالسواك فقد قال صلى الله عليه وسلم عنه: " السواك مطهرةٌ للفم ومرضاةٌ للرب " وقال "ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة من غير سواك " والسواك شرعًا معناه استعمال عود أو نحوه في الفم لتنظيف الأسنان وأفضل ما يستعمل لذلك هو خشب الأراك والأفضل أن يكون السواك يابسًا ندي بالماء والسواك مستحب في كل حال إلا بعد الزوال للصائم فإنه مكروه تنزيهًا على قول لحديث: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". ومن فوائد السواك أنه يطهر الفم ويرضي الربّ ويشدّ اللثة ويضاعف الأجر ويبيض الأسنان ويذكر بالشهادة عند الموت ويساعد في إخراج الحروف فحافظوا عليه، ومما يسن أيضًا لبس القلنسوة والقميص أي ( الجلابية ) ويسن أن تكون إلى نصف الساق والأفضل لبس البياض ففي الحديث:" إلبسوا من ثيابكم البياض فإنها خيار ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم .
" ومما يستحب شرب ماء زمزم فمن كان له حاجة فليشرب ماء زمزم على نية قضاء حاجته لما في هذا الماء من الخصوصية فمن أراد شرب ماء زمزم فليقل عند شربه: "اللهمّ إنّه بلغني أنّ نبيّك قال ماء زمزم لما شرب له اللهمّ إني أشربه مستشفيًا به فاشفني واغفر لي اللهم اني أسالك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء". وكذلك يسن التطيب وأطيب الطيب هو المسك كما قال عليه الصلاة والسلام . ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم طيب الرائحة من غير طيب حتى إن إحدى زوجاته كانت تأخذ من عرقه فتضيفه إلى طيبها فيزداد طيبها طيبًا.
وأما التمر فإن لبعض أصنافه خصوصية من ذلك عجوة المدينة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من تصبّح بسبع تَمرات من عجوة المدينة مما بين لابتيها لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر" واللابة هي الحرة وهي أرض فيها حجارة سود. وأما السبحة تذكّر حاملها بتسبيح الله عزّ وجلّ وتمجيده، نعم إن التسبيح بالأنامل أفضل فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه وليس لمن ينكر التسبيح بالسبحة حجة بل إنكارهم هذا مردود عليهم فقد روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :" نعم المذكّر السبحة". ولا تنسوا أن تطلبوا من الحجاج القادمين أن يستغفروا لكم فقد قال صلى الله عليه وسلم : " اللهمّ اغفر للحاجّ ولمن استغفر له الحاجّ" .
اللهمّ اغفر لنا وارحمنا وارزقنا الحجّ والعمرة وزيارة النّبي صلى الله عليه وسلم. هذا وأستغفر الله لي ولكم .
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|