التحذير من الوقوع في المعاصي
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليِّ العظيم، يقول الله تعالى في القرءان الكريم: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً﴾.
المتقون يحشرون وفودًا أي أنهم وفود الرحمن، والله تعالى شكور عليم يعطي الثواب الكثير على العمل القليل، فإذا كان الوفد الذي يفِد إلى الناس الكرماء يلقى إكرامًا من الذي يفد إليه فكيف الذي هو وفد الرحمن أكرم الأكرمين. فخافوا الله عباد الله، خافوا الله الذي رفع السماء بلا عمد وجعل الجبال في الأرض أوتادًا، خافوا الله الذي خلق البحار والأنهار وأنبت الأشحار، خافوا الله الذي أنعم علينا بنعم السمع والبصر والكلام واليدين والرجلين واستعملوا هذه النعم فيما يرضي الله تعالى. فقد قال عليه الصلاة والسلام: "أكيس الناس أكثرهم استعدادًا للموت". أي أعقل الناس من كان يستعد لِما ينفعه بعد الموت لأن الدنيا دار مرور والآخرة دار القرار الذي لا نهاية له.
معشر المؤمنين، قد عمّت البلوى وانتشر الفحش وقلّت التقوى في القلوب، فكثير من الناس لا يتورعون عن الغوص في المعاصي، فاتقوا الله عباد الله وتمسكوا بدينكم دين الإسلام العظيم، تمسكوا بشرع نبيكم صلى الله عليه وسلم، واحمدوا الله الذي جعلكم على الإسلام، واسألوا الله الوفاة على كامل الإيمان.
يقول الله تعالى: ﴿فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾. فلنعمل في هذه الدنيا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم . والله نسأل أن يحسن أحوالنا ويحسن ختامنا ويجيرنا من نار جهنم إنه على كل شىء قدير .
واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ ِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ اللّـهُمَّ صَلِّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ.
يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾، اللّهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ.
عبادَ اللهِ ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|