الرد على فيصل مولوي -2
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليِّ القدير القائل في محكم التنْزيل في سورة ءال عمران: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
ويقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم يأتي إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم" . رواه البخاري .
إخوة الإيمان، حرصًا منا على أداء الواجب الشرعي الذي افترضه الله علينا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نرد اليوم بإذن الله ردًا علميًا على المدعو فيصل مولوي فإن التحذير منه أمر واجب، فكما أن التحذير ممن يغش المسلمين في السلع واجب فالتحذير ممن يحرف الدين ويفتري على الله ورسوله واجب من باب أولى. قال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
فلقد أفتى فيصل مولوي شابًا سأله عن مال يحصل عليه من أخيه الذي يُنفق عليه نفقات الدراسة، هذا الشاب سأل فيصل مولوي أن هذا المال أخوه حصل عليه من طريق الربا أي معاملة محرمة فأجابه في ما يسمى مجلة الشهاب العدد الثاني صحيفة 16 بقوله: "إن أخذ النقود من أخيك لإكمال دراستك ليس عليك فيه إثم لأن القاعدة الشرعية (على زعم فيصل مولوي) أن الحرام لا يتجاوز ذمتين" اهـ .
نعوذ بالله من الافتراء على شرع الله . أتعلمون ما معنى هذا الذي زعم أنه قاعدة شرعية؟ معنى كلامه أنه لو شخص سرق مالاً ثم سرق ءاخر منه هذا المال ثم سرقه منه ثالث فالإثم على السارق الأول والذي أخذ منه أما الثالث فلا إثم عليه بحسب كلام فيصل مولوي. وهذا مما يخالف الشرع، وبهذا فتح باب سرقة أموال الناس على مصراعيه، وهذا لم يقل به بشر قط قبله.
والأعجب من ذلك أن شابًا ينتسب إلى الإسلام سأله أنه كلما يغضب يكفر ويشتم الخالق فأجابه قائلاً أنت يا أخي مسلم إن شاء الله، وفتواه هذه لم يقلها أحد من العلماء المعتبرين بل نص ابن فرحون المالكي على أن سابّ الله كافر بالإجماع، وبطون كتب العلماء تنص على ذلك.
فارجع يا فيصل عن فتاويك الباطلة وتب إلى الله هذه نصيحتنا لك وإلى الله المرجع والمآل وقد قال بعض السلف: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" وليس من وراء خطبتنا هذه إلا التحذير الشرعي وإزالة المنكر والله العليم بالضمائر والنوايا. والله نسأل أن يغير الحال إلى أحسن .
واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ ِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ اللّـهُمَّ صَلِّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ.
يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾، اللّهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ.
عبادَ اللهِ ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|