التحذير من فتحي يكن
إن الحمد لله نحمده وتسعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مع يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه.
أما بعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم القائل في كتابه الكريم: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ ءال عمران110..
قيامًا بهذا الواجب أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإظهارًا للحق وتمييزًا له عن الباطل نذكر أنه حصل لقاء بتاريخ 14 أيلول 2004 بين المحدث العلامة الشيخ عبد الله الهرري والدكتور فتحي يكن قام فيه الشيخ عبد الله الهرري بشرح بعض أسس العقيدة الإسلامية الصحيحة وذكر بهذه المناسبة السلطان صلاح الدين الأيوبي والسلطان محمدًا الفاتح أنه كان أحدهما أشعريًا والآخر ماتريديًا وأن أهل السنّة اليوم هم الأشعرية والماتريدية.
وبيّن الشيخ الهرري خطر الفكر المتطرف الذي يكفّر البشرية جمعاء ويستحل دماءها وأموالها المتمثل بما قاله الكاتب المصري المعروف سيّد قطب والذي كفّر كلّ إنسان لا ينتمي إلى جماعته بما يشمل رعاة الغنم ومؤذني المساجد.
وقد استمر اللقاء نحو ساعةلم يتكلم فيها الدكتور فتحي بكلمة واحدة تعارض ما قاله الشيخ عبد الله الهرري.
وقد أصدر فتحي يكن بعد اللقاء بيانًا عبر مكتبه الإعلامي زعم فيه أنه لم يكن بين المجتمعين في هذا اللقاء أي خلاف متعلق بالأسس والأصول وإن كان قد أهمل تمامًا الإشارة إلى ما جرى ذكره من شذوذ سيد قطب وخطر فكره.
لكن بعد أسبوع من ذلك صرّح فتحي يكن في المجلة التابعة لحزبه المسماة "الأمان" بأن فكر الشيخ الهرري وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (مخالف لِما أجمع عليه السلف الصالح وعدول هذه الأمة وفقهاؤها) مدافعًا عن سيد قطب وناعتًا له بالشهيد ومنتقدًا الحملة عليه وعلى الشيخ فيصل مولوي الذي صرّح في مجلة الشهاب بأن (المجتمعات اليوم مجتمعات جاهلية مشركة) . تجاه ذلك نقول لفتحي يكن:
أنت تدافع عن سيد قطب الذي يقول (لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله فقد ارتدّت الشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله) إلى أن قال (ارتدت البشرية بجملتها حتى أولئك الذين يردّدون على المآذن كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول أو واقع ارتدّوا إلى عبادة العباد).
وأنت تدافع عن سيد قطب الذي يسمي الله في أكثر من كتاب عقلاً وقوة وريشة وهي تسميات تبرّا منها علماء الإسلام وقالوا بأنها من الإلحاد في أسماء الله.
وأنت تدافع عن سيد قطب الذي يقول في "ظلاله" (6/841) : ومن اتبع غيره – أي غير حكم الشرع – ولو في حكم واحد فقد رفض الإيمان واعتدى على ألوهية الله وخرج من دين الله مهما أعلن أنه يحترم العقيدة وأنه مسلم).
وأنت تدافع عن سيد قطب الذي صار كتابه المسمى "معالم في الطريق" دستورًا لكل جماعات تقتيل الأبرياء وتفجير ممتلكاتهم وخطفهم وتذبيحهم.
فإما أنك تجهل أفكاره وأقواله، فها نحن قد أعلمناك بها ويسهل عليك أن تتأكد مما ذكرناه عن الرجل ونقلناه عنه، فافعل ذلك ثم حذِّر الناس من هذه المخالفات للشرع والتكذيب له كما نحن نحذِّر لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
وإما أنك تعلم أفكاره وأقواله ومع ذلك تدافع عنه فأنت بذلك شريك له في الذنب والوزر داعٍ لِما يدعو إليه مستحق أن يحذّر منك كما يستحق هو .
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم *_*_* فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة
أما فيصل مولوي الذي تدافع عنه أليس هو الزاعم بأن الكفر مباح لا إثم فيه كما نقلت ذلك عنه مجلة حزبه المسماة "الأمان" في عددها الانتخابي الصادر عام 2000 ذي الرقم 420 ونص كلامه (لأن الله عز وجل عندما أباح لمن يكفر به أن يكفر ... الخ)
فهل هذا الكلام دسّ عليه كذب من جماعته أم أَيْش.
أيها الدكتور فتحي يكن هذه أمثلة عن فتاوى سيد قطب وفيصل مولوي التي نحذر منها، ونعاديهِما لأجلها.
ونحن نقول إن أقوالهما هذه مخالفة لدين الله. أمّا أنت فتدافع عنهما. فإن زعمت أن أقوالهما هذه صحيحة فبيِّن لنا بالحجة والدليل من القرآن والسنة وأقوال الأئمة المجتهدين. بل نحن نتحداك أن تفعل ذلك.
فإن لم يكن عندك دليل فاسكت عن التعرض لنا إن لم تكن تريد أن تساعدنا في التحذير منهما.
وإنا لنعجب من قولك إن ما نعمله ونقوله (مخالف لما أجمع عليه السلف الصالح وعدول هذه الأمة وفقهاؤها).
فهل ذلك من أجل العقيدة التي نتبعها وهي عقيدة الصحابة والتابعين العقيدة الأشعرية والماتريدية!
فماذا تقول إذًا في السلطان صلاح الدين الذي نحن على عقيدته الأشعرية؟
وماذا تقول في السلطان محمد الفاتح الذي هو عقيدته ماتريدية؟
وماذا تقول في مشايخ بيروت وطرابلس ومفاتيها كالشيخ أبي المحاسن القاوقجي، والشيخ وهيب البارودي ، والمفتي الشيخ عبد الباسط الفاخوري، والشيخ عبد الرحمن الحوت ، والمفتي الشيخ مصطفى نجا، الأشاعريين الماتريديين . ومنذ ألف سنة أين أهل السنة غير الماتريدية والأشعرية.
أم أنك تدافع عن قطب ومولوي لأنك ما زلت على عقيدتهما من تكفير البشرية!!! كما ذُكر في كتابك المسمى "كيف ندعو إلى الإسلام" (ص/112) حيث قلت (واليوم يشهد العالم أجمع ردة عن الإيمان بالله وكفرًا جماعيًا وعالمـيًا لم يعرف لهما مثيل من قبل) فكفّرت والعياذ بالله مليارًا ونصفًا من المسلمين يا فتحي، ذكرت أننا نكفّر فلانًا وفلانًا أشخاصًا أقل من عشرة وأنت كفّرت كل الأمّة، نحن كفّرنا من كفّرناه بدليل شرعي، ما كفّرناهم جزافًا وتكفير من تكلم بكلمة ردة هو من دين الله ولم يزل السلف والخلف على ذلك. هذا الإمام الأوزاعي المجتهد السلفي كفّر أبا مروان غيلان الدمشقي وقال للخليفة هشام بعد أن ناظره بعلم الخليفة وقطعه كافر وربّ الكعبة يا أمير المؤمنين.
فماذا تقول ؟ هل تقول إن كلامك هذا حقّ أم باطل؟ وهل كلامك اليوم هو عين كلامك السابق؟ أم أنك تلقي الكلام كل مدّة على عواهنه من غير أن تعرف ما يصيب منه مما يخطئ !!
كيف يكون الجهل إلا كذلك *_*_* يصيب ولا يدري ويخطى وما درى
نحن نطالبك أن تذكر ما هذا الذي تدَّعي أننا نخالف فيه إجماع الأمة وأن تثبت مخالفتنا المزعومة بالدليل. فإن لم يكن عندك دليل فاتق الله واعلم أنك صائر إلى القبر حيث تلقى ما قدّمت.
وعند الله تجتمع الخصوم *_*_* إلى دَيَّان يوم الدين نمضي
وبعد أن قلتَ ما قلتَ وصرّحت للصحف بما صرّحت نقول لك: هلُمّ فلنتكلم في هذا الأمر أمام الناس في الوقت الذي تريد وقد ادعيت أنك في الماضي دعوتَ إلى عقد مناظرات علمية معنا، إن صدقًا وإن كذبًا، فها ميدان المناظرة مفتوح أيَّ يوم تريد حتى نثبت الحجة في تكفير من ذكرت أننا كفّرناهم والذين شرب أكثرهم من عَكِر مشرب سيِّد قطب، وليتميّز عند من له فَهْمٌ من يتبع جمهور الأمة ويتمسك بأقوال الأئمة ومن يخالف السلف والخلف وعدول الأمة وأئمتها.
واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ ِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ سورة الأحزاب، اللّـهُمَّ صَلِّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ.
يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ سورة الحج، اللّهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ.
عبادَ اللهِ ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|