التحذير من غصب الدكاكين والبيوت
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمّدًا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى كلّ رسول أرسله.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليِّ العظيم القائل في محكم التنـزيل : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُون} سورة المؤمنون
فهنيئًا لمن يخشع في صلاته لله عزّ وجلّ أي يشعر قلبه بالخوف من الله، هنيئًا لمن أخلص لله، والإخلاص هو أن يقصد بصلاته امتثال أمر الله لا أن يمدحه الناس ويثنوا عليه، فإنّه إن قصد مدح الناس له أو قصد مع طلب الأجر مدح الناس له فلا ثواب له وعليه معصية، عليه ذنب.
وهنيئًا لمن كان مأكله وملبوسه ومكان صلاته حلالاً فمن كان مأكله أو ملبوسه أو مكان صلاته حرامًا فإنّه لا ثواب له مع كونها صحيحة أي صحّت صلاته ولكن بدون ثواب.
لذلك إخوة الإيمان إننا نحذِّركم اليوم من أن يستعصيَ المستأجر في المسكن بدون رضا المالك وقد انتهت المدّة التي أجري الاتفاق عليها ثمّ مكث المستأجر في المكان والمالك لا يرضى بمكثه إلا أن يزيد في الأجرة أو لا يرضى إلا بخروجه فإنّه إذا استعصى ومكث في المكان ( البيت أو المحلّ ) مثلاً فإنّ صلاته في هذا البيت أو المحلّ لا ثواب فيها.
فهؤلاء الذين يسكنون البيوت بغير رضا الملاك المؤجرين أي يستعصون في هذه البيوت أو الدكاكين هؤلاء يستحقّون العذاب الشديد يوم القيامة، فمن أراد رضا الله فليتّبع شرع الله، فليتّبع حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيث قال : "لا يحلّ مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه" . اللهمّ اكفنا بحلالك عن حرامك يا ربّ العالمين.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|