شرهون ولكن... ظرفاء
دخلَ ابن قرعة يومًا على عزّ الدَّولة وبينَ يديهِ طبق فيهِ موز فتأخَّرَ عن استدعائِهِ فقال: ما بال مولانا ليسَ يدعوني إلى الفوزِ بأكلِ الموزِ.
فقال: صِفهُ حتَّى أُطِعُمَكَ منهُ، فقال: ما الذي أصف من حُسنِ لونه فيه سبائك ذهبية كأنَّها حُشيتْ زبدًا وعسلاً، أطيبَ الثمر كأنَّهُ مخ الشحم سهل المقْشر، ليّن المَكْسر، عذب المطعم بين الطعوم، سلس في الحلقوم، ثمَّ مدَّ يدَهُ وأكلَ.
وسمعَ رجلاً يذمُّ الزبد فقال: ما الذي ذممت منه!! سواد لونه أم بشاعة طعمه، أم صعوبة مدخلهِ، أم خشونة ملمسه؟؟
وقال الحَجّاجُ يومًا لأعرابي يأكل على مائدتِهِ: ارفق بنفسِك فقال الأعرابي: وأنت يا حجّاج اغضض منْ بصرِك.
وحضرَ أعرابي على مائدة بعض الخلفاء فقدّم جَدِي مشوي فجعلَ الأعرابي يسرعُ في أكلِهِ منهُ، فقالَ لهُ الخليفة: أراكَ تأكله بحَرَد كأنَّ أمه نطحتكَ، فقال: أراك تشفقُ عليهِ كأنَّ أمَّهُ أرضعتَك.
مواضيع ذات صلة
عذرأ لا يوجد موضوع مشابه
|
|
|
|
|
|