بيان بأغلاط أربعة وجدت في كتاب تفسير الجلالين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسول الله
هذا بيان بأغلاط أربعة وجدت في كتاب تفسير الجلالين
أحد هذه الأغلاط في الجزء الأول في موضعين في كل منها غلط فاسد:
الأول:عند قوله تعالى في سورة الأعراف: ”فلما آتاها صالحًا جعلا له شركاء“ ءاية 190 ذُكر في الكتاب: أي أنّ ءادم وحوّاء وافقا إبليس في أمره لهما بتسمية المولود الذي يأتيهم عبدَ الحارثِ.
هذا شىء لا يليق بآدم وحواء أن ينخدعا للشيطان إلى حد الإشراك، والصحيح أن الأب والأمّ من ذرّية ءادم يشركان بالله بدل أن يشكراه بطاعته مع التنفيذ.
الثاني: في تفسير سورة يوسف ءاية 24: يُذكر في الكتاب في قوله تعالى: ”وهمّ بها“ قصد ذلك، أي الجماع، وهذا غلط شنيع.
وإنّما التفسير السليم أنّ يوسف لولا أن رأى برهان ربّه (أي لو لم يكن نبيًّا معصومًا) لهمّ بها أي لكنه رأى البرهان فلم يهمّ.
ويوجد في الجزء الثاني من هذا التفسير غلطان:
الأول:في تفسير سورة الحج ءاية 52 عند قوله تعالى: ”وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ إلا إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان“ نص التفسير المذكور في الكتاب: وقد قرأ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سورة النجم بمجلس من قريش بعد ”أفرأيتم اللات والعزّى ومناة الثالثة الأخرى“ بإلقاء الشيطان على لسانه من غير علمه صلّى الله عليه وسلّم: (تلك الغرانيق العلا وإنّ شفاعتهنّ لترتجى) ففرحوا بذلك أي لأنّها مدح للأوثان الثلاثة.
والصحيح أنّ كلاً من الأنبياء كان يقرأ على قومه ثمّ الشيطان يلقي على النّاس كلامًا ليفتنهم في أثناء تلاوة النّبيّ في بعض سكتاته فيظنّون أنّه من النّبيّ فينسخ الله ما يلقي الشيطان ويثبت ما قرأه النّبيّ، وقد قال الفخر الرازي في تفسيره: من اعتقد أنّ الشيطان تكلّم على لسان النّبيّ بما هو مدح الأوثان فقد كفر.
الثاني: في تفسير سورة ص ءاية 24 ذكر في الكتاب: لتنبيه داود عليه السلام على ما وقع منه وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوّجها ودخل بها وفسّر قوله تعالى: ”وظنّ داود أنّما فتنّاه فاستغفر ربّه“ فقال أوقعناه في بليّة بمحبته تلك المرأة.
والصحيح أن النعجة في هذه الآية هي النعجة الحقيقية وأنّ الخصم كان خصمًا حقيقيًا أي رجلين متخاصمين بالشياه.
وأمّا استغفار داود فكان لأجل أنّه حكم قبل سؤال الخصم.
تنبيه:قد اتفق علماء أهل السنّة على أنّ أنبياء الله منزّهون عن الكفر والكبائر وصغائر الخسة وأمّا قصد الزنا فمن نسبه إلى نبي من الأنبياء فقد كفر، وكذلك نسبة الشرك إلى نبيّ من الأنبياء قبل النبوّة وبعدها فهو كفر، وكذلك من نسب إلى نبيّ من الأنبياء مدح الأوثان وأنّ لها شفاعة لمن يعبدها كفر، فهذه الأوثان الثلاثة اللات والعزّى ومناة أكبر أوثان المشركين الذين كانوا في زمن الرسول ومن نسب إلى نبيّ من الأنبياء ءادم وغيره الإشراك بالله فقد كفر.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|