الصوفية مخالفة الهوى
قال الجنيد سيد الطائفة الصوفية في أول القرن الرابع الهجري وكان فقيهاً محدثاً كان يأتي إلى مجلسه الأدباء والنحويون أهل البلاغة والفقهاء فيستفيدون منه في العلم الذي يطلبون وأما الصوفية فقد كان هو محط رحالهم، قال رضي الله عنه " ما أخذنا التصوف عن القيل والقال ولكن أخذناه عن السهر والجوع وترك المألوفات والمستحسنات " أي مخالفة الهوى.
لأن التصوف صفاء المعاملة كما قال حارثة وهو من أصحاب رسول الله من الأنصار " أصبحتُ عازفاً عن الدنيا، أسهرتُ ليلي وأظمأتُ نهاري وكأني بعرش ربي بارزاً وكأني بأهل الجنة يتزاورون فيها وكأني بأهل النار يتعاوون فيها " أي لا أترك نفسي تسترسل في الملذات.
والصوفية لا يحرمون ما أحل الله لكنهم يقتدون بأنبياء الله الذين لم يكن واحد منهم مسترسلاً في الملذات.
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرف سيرته عرف أنه كان كثير الجوع، كان يؤثر على نفسه فيجوع كثيراً من الاوقات، وكان لا يُوقَد في بيته نار أكثر الشهر وأهله كانوا يكتفون بالماء والتمر.
وهذا أبو بكر شوهد بعدما تولى الخلافة وهو يحمل شيئاً ليحصل منه مصاريف بيته فقيل له " يا خليفة رسول الله إنّا نكفيك فلماذا تخرج للعمل بنفسك ".
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|