|
|||
مسائل متفرقة -6 ويقول في الشريط ذاته: (( في نوع ثالث بالذات الشباب والبنات اسمهم إيه غافلين يعني إيه هم ناس محترمة ومتربية وأخلاقهم عالية بس إيه لا هم عصاة ولا هم متدينين دماغهم بعيدة عن طاعة ربنا))اهـ. الرد: لا أدري من أين
أتانا عمرو بهذا التقسيم الجديد الذي لم نسمع به قبلاً وهو أن هناك أناسًا
ليسوا طائعين ولا عصاة - يعني منزلة بين منزلتين - لا سيما وقد قرر أن
دماغهم بعيدة عن طاعة ربنا، فبالله عليكم هل يقول مثل هذا الكلام إلا شخص
أَضاع عقله؟! من كان بعيدًا عن طاعة الله لا يطيعه فيما أمر ولا ينتهي عما
نهى كيف يقال فيه إنه غير عاصٍ، ومن هو العاصي إذن في ميزان عمرو خالد
ليخبرنا إن استطاع،ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ويقول عمرو خالد في كتابه المسمى
((عبادات المؤمن)) صحيفة(77): ((فالقلب أي قلب فيه
خير)) اهـ.
الرد:
هكذا يقول عمرو خالد ولا أدري أيّ
خير يرتجيه أو يدعيه في مثل قلب أبي جهل وأبي لهب وفرعون وأمثالهم وكيف
يطلق كلامه بما يشمل قلوب الملحدين وسائر الكفرة وقد قال الله تعالى:{وَلاَ تُطِعْ مَنْ أغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)}[سورة الكهف]
وقوله تعالى{ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى
كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبّرٍ جَبَّارٍ(35)} [سورة غافر] وقوله تعالى {وَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ
الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ(45)}[ سورة الزمر] وأمثال
هذه الآيات كثيرة كثيرة فأين الخير في مثل هذه القلوب يا عمرو حيث تقول أي
قلب فيه خير. - يقول عمرو خالد في كتابه المسمى
(( عبادات المؤمن)) صحيفة(80): ((ويقول صلى الله عليه وسلم (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة- نزولا يليق بجلاله –حتى
يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه من
يستغفرني فأغفر له حتى يضيء الفجر)) فهل
يصح أن ينزل ربنا جل
وعلا من عليائه إليك وأنت مستغرق في النوم ولو أن مهمَّا أتاك قبل الفجر
ألن تستيقظ وتنتبه وترحب به وتكرمه وتحاول إسعاده بكل طريقة؟ فما بالك
بالله تعالى)) اهـ. الرد: من أراد أن يعلق على حديث رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فليعلق بما يناسب وبما يليق وهذا عمرو يتناقض مع
نفسه وبسرعة فأثناء ذكر الحديث وضع بين قوسين كلمة - نزولا يليق بجلاله –
وهذا الكلام لا شك رائع ولكن سريعًا ما بدل وغيّر و شطّ عن جادة الصواب
وقال كلامًا يوهم أن الله ينزل نزول حركة وسكون وانتقال وجسم والعياذ
بالله تعالى.
قال الحافظ ابن الحجر في فتح الباري
في شرح هذا الحديث:((وقد حكى أبو بكر بن فُورَك أن بعض المشايخ ضبطه بضم
أوله على حذف القول أي يُنزِل ملكاً ويقويه ما رواه النَّسائي من طريق
الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد بلفظ (( إن الله يمهل
حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر مناديًا يقول هل من داعٍ فيستجاب له... الحديث))
وفي حديث عثمان ابن أبي العاص (( ينادي منادٍ هل من
داعٍ يستجاب له ... الحديث)) ثم قال: (( قال البيضاوي: لما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز
امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إالى موضع أخفض منه فالمراد
نوره ورحمته)) اهـ.
ومن هنا قول مالك رحمه الله هو نزول
رحمة لا نزول نُقلة. لذا فنقول إن هذا الحديث من
الأحاديث المتشابهة التي لا يجوز الأخذ بظاهرها بل يُحمل على المعنى الذي
يليق بالله تعالى من غير حركة ولا سكون ولا صعود نقلة ولا نزول انتقال ولا
تجسيم لله تعالى والروايات التي ذكرناها تبين المراد وفيها كفاية.
|
|||||