|
|||
وجوب التحذير من المخالفين إعلم أنّ التحذير ممن
يضر الناس في دينهم أو دنياهم واجب شرعي اتفق عليه علماء الإسلام، من أجل ذلك جرت
عادة علماء الحديث السلف منهم والخلف على ذكر أناس تعاطوا رواية الحديث بالجرح فقد
ألّف المحدثون كتبا ببيان المجروحين وكتبا ببيان الثقات فكان من هؤلاء الأئمة مالك
والشافعي وأحمد، فقد قال الإمام مالك عن محمد بن إسحاق المؤلف في المغازي تأليفًا
مشهورًا إنه كذاب وكان من أهل بلده المدينة المنورة، وكذلك قال الإمام الشافعي عن
بعض الرواة "الرواية عن حرام حرام" وحرام رجل يُقال له حرام بن عثمان، وكذلك أحمد
بن حنبل قال: كتب الواقدي كذب، وكذلك البخاري ذكر أناسا من الرواة بالجرح، وكذلك
مسلم، وكذلك بقية أصحاب الكتب الحديثية المشهورة كالنسائي والترمذي وعمل هؤلاء كان
عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" قيل لمن يا رسول الله؟ قال: "لله
ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". فالنصح لله ولرسوله يشمل بيان من يكذب
على الله وعلى رسوله بالتحذير منه وكذلك يدخل في النصيحة لدين الله ذكر من يقول في
دين الله ما لا علم له به في دروسه أو يذكر في مؤلفاته ما لا أساس له في دين الله
فهؤلاء واجب التحذير منهم من أجل هذا الحديث. كذلك من يدّعي أنّه صوفي وهو يخبط
ويخلط متعمدا أو عن جهل، فان كشف حاله واجب وذلك بالتحذير منه، فهذا الحافظ أبو بكر
الخطيب البغدادي والشيخ عبد الرحمن السلمي الصوفي ذكرا الحلاج بالجرح والطعن فيه مع
أنهما لم يدركا عصره، فالمنصف العاقل يحكم بالشرع لا بالرأي الفاسد والهوى الباطل. |
||