|
|||
الوهابية و اليهود: نسبتهم الجهة و الحيز و المكان و الحد الى الله. نسبتهم المكان و الجهة و الحد و التحيز إلى الله و العياذ بالله
كما رأيت أخي القارئ فإن الوهابية يتتبعون الأباطيل في معتقداتهم كما يفعل اليهود و ينسجون على منوالها ، بل و يستعملون ألفاظاً مشابهة لما ورد في كتب اليهود مما يؤكد لك فساد اعتقادهم و كفرهم. فكما أن اليهود لم يستحوا من الله في وصفه بالجهة و المكان فكذلك الوهابية ، و إليك بيان ذلك:
- فيما يسمونه سفر مزاميرالإصحاح "2" الرقم "4" يقول اليهود لعنهم الله عن الله:" الساكن في السموات يضحك الرب"
- و فيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "28" الرقم "16" يقول اليهود:"حقّاً إن الرب في هذا المكان و أنا لم أعلم"
- و فيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "18" الرقم "1" يقول اليهود:" و ظهر له الرب عند بلوطات"
- و فيما يسمونه سفر زكريا الإصحاح "2" الرقم "13" يقول اليهود:" اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه"
و هاكم الآن بعضًا من أقوال الوهابية الفاسدة مما يتضمن وصف الله بالمكان و الجهة و الحد و التحيز تعالى الله عن ذلك
- ففي كتاب رد الدارمي على بشر المريسي و الذي هو أحد مراجعهم ص/ 82 يقول المؤلف:" بل هو على عرشه فوق جميع الخلائق في أعلى مكان و أطهر مكان"
- و في ص/ 96 يقول:" لأنا قد أيـَّنـَّا له مكاناً واحداً، أعلى مكان و أطهر مكان و أشرف مكان ، عرشه العظيم المقدس المجيد فوق السماء السابعة العليا حيث ليس معه هناك إنس و لا جان و لا بجنبه حشٌّ و لا مرحاض و لا شيطان"
- و في ص/ 100 يقول و العياذ بالله:" رأس الجبل أقرب إلى الله من أسفله ، و رأس المنارة أقرب إلى الله من أسفلها لأن كل ما كان إلى السماء أقرب كان إلى الله أقرب ، فحملة العرش أقرب إليه من جميع الملائكة"
- و في ص/ 79 يقول:" إنه فوق عرشه بفرجة بينة ، و السموات السبع فيما بينه و بين خلقه في الأرض"
- و في ص/ 79 يقول:" و إله السموات و الأرض على عرش مخلوق عظيم فوق السماء السابعة دون ما سواها من الأماكن من لم يعرفه بذلك كان كافر به و بعرشه"
- و في ص/ 80 يقول :" لأنه وصف نفسه بأنه في موضع دون موضع و مكان دون مكان"
- و في ص/ 81 يقول:" و أنه على العرش دون ما سواه من المواضع" ثم يقول:" فوق العرش في هواء الآخرة"
- و في كتاب " الرد على الجهمية " للدارمي المجسّم ص/ 33 يقول:"قال رسول الله: ثم ينـزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن التي لم ترها عين و لم تخطر على قلب بشر هي مسكنه و لا يسكنها معه من بني ءادم غير ثلاثة: النبيين و الصديقين و الشهداء"
- و في ص/ 43 يقول الدارمي:" فلماذا إذن يحفون حول العرش إلا لأن الله فوقه" ثم يقول:" ففي هذا بيان بيّن للحدِّ و أن الله فوق العرش و الملائكةُ حوله حافون يسبحونه ويقدسونه"
- و في كتاب " شرح نونية ابن القيم " لمحمد خليل هرّاس ص/ 249 يقول:" و هو صريح في فوقية الذات لأنه ذكر أن العرش فوق السموات و هي فوقية حسيَّة بالمكان فتكون فوقية الله على العرش كذلك ، و لا يصح أبداً حمل الفوقية هنا على فوقية القهر و الغلبة"
- و في كتاب " الفوائد " لابن القيم الجوزية بتعليق بشير محمد عيون – مكتبة المؤيد – الطائف الطبعة الثانية 1988 ، ص/ 131 يقول:" أشهدكَ ملكاً قيوماً فوق سمواته على عرشه"، ثم قال:" يرى من فوق السبع ويسمع"
- و في كتاب " معارج القبول " - الجزء الأول لحافظ حكمي ص/ 243 يقول:"يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي قائمه" وينسب هذا الكفر إلى رسول الله.
- و في كتاب المسمى " قرة عيون الموحدين " تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب الطبعة الأولى مكتبة المؤيد – الطائف سنة 1990 ص/ 263 ينقل ما نصه:" أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله مستو على عرشه بذاته"، ثم قال:" استوى على عرشه بالحقيقة لا بالمجاز"
و ذكره أيضًا في كتابه المسمى فتح المجيد الذي علق عليه ابن باز موافقاً لهذا الاعتقاد المخالف للكتاب و السنة
- و قال ابن تيمية الحراني في كتابه " شرح حديث النـزول " طبع دار العاصمة ص/ 217 ما نصه:" و في الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال: لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي الله ، وقال للحواريين: إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم ، انظروا إلى طير السماء فإنهن لا يزرعن و لا يحصدن و لا يجمعن في الأهواء ، و أبوكم الذي في السماء هو الذي يرزقهم أفلستم أفضل منهن؟ ، ومثل هذا هو من الشواهد كثير يطول به الكتاب" أ هـ. و الذي يستشهد بالكفر يكفر.
- و في الكتاب المسمى " العقيدة الصحيحة و ما يضادها " للوهابية ورد فيه في ص/ 72 ما نصه:" إن الله بذاته فوق العرش"
نقول: هذا كلام فاسد مخالف للنقل و العقل.
- و في كتاب رد الدارمي السابق ذكره ص/ 103 يقول الدارمي مشنّعا على المريسي المعتزلي:" أنت الجاهل بالله و بمكانه"
- و في مثل هذا الضلال يذكر عبد الله السبت في كتابه المسمى " الرحمن على العرش استوى " ص/ 39 يقول:" حتى لقد عرف ذلك – أي على زعمه أن الله في السماء – كثير من الكفار و الأمم و فراعنتهم يرومون الاطلاع إلى الله في السماء .... و قالت بنو اسرائيل يا رب أنت في السماء و نحن في الأرض و أشباه ذلك كثير يطول إن ذكرناها ، و ظاهر القرءان و باطنه كله يدل على ذلك".
عجبًا لهذا الضال الذي يدعي أنه على السنة و هو كسلفه الدارمي المجسم يحتج بقول الكفار كنمرود و فرعون و هامان أسياد الوهابية الذين أخذوا عقيدتهم منهم.
و مما يزيدك تعجباً ادعاؤه أن القرءان يوافق على ذلك و هو كابن تيمية الحراني ما يعجبه من كفر اليهود و زيغهم يجعله سنة و يحكي إجماع ملته على ذلك و هو كمن يحاول أن يبني على زبد البحر فلا يستقيم له بناء.
- و في كتاب شرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل هراس ص/ 85 يقول هذا المجسم مفتريًا على أهل السنة:" فلم ينطق أحد منهم في حق الله بالجسم لا نفيًا و لا إثباتًا ، و لا بالجوهر و التحيز و نحو ذلك لأنها عبارات مجملة لا تحق حقًّا و لا تبطل باطلا"
- و في كتابه " بيان تلبيس الجهمية " ص/ 427 ، وكتاب " منهاج السنة " ص/ 29-30 الجزء الثاني يقول ابن تيمية نقلا عن المجسم عثمان بن سعيد الدارمي موافقًا له ما نصه:" و قد اتفقت الكلمة من المسلمين و الكافرين على أن الله في السماء و حدّوه بذلك"
- و في كتاب " شرح حديث النـزول "- طبع دار العاصمة ص/ 182 يقول ابن تيمية مفتريًا على الأشعري و أصحابه ما نصه:" أن الله فوق السموات بذاته"
- و كتاب " تفسير ءاية الكرسي " للعثيمين ص/ 33 يقول هذا المشبّه:" فأما علو الذات فهو أن الله عال بذاته فوق كل شئ ، و كل الأشياء تحته و الله عز و جل فوقها بذاته"
فلا يخفى على ذي لبٍّ و فهم أن عقيدة أهل السنة على خلاف ما عليه المدعون النجديون التيميون حيث يجب بإجماع أهل السنة تنـزيه الله عن المكان و الجهة و التحيّز.
و أما مسئلة العلو التي خاض فيها ابن تيمية و أتباعه حتى غرقوا في الوحول إلى ءاذانهم و عميت قلوبهم عن قبول الحق ، و صمت ءاذانهم عن سماع الهدى ، فاعتقدوا ما أوصلهم إلى الردى فتعسًا لهم ، فقد قال أئمة أهل السنة بأن من وصف الله بالعلو الحسي المكاني و فسّر الفوقية في حق الله بالجهة و الحيز ما عرف ربه ولا ءامن به ، لأن العلو الذي يليق بالله هو علو القدر لا علو المكان و المسافة ، و لكن القلوب التي عميت و أقفلت لم تقبل هذا المعنى المراد بل اتجهت إلى ما عند اليهود ، و استزلهم الشيطان فزين لهم سوء المعتقد فقاموا – و خسئوا – يدافعون عنه يعتبرون من خالفهم عدوًّا للقرءان فاستباحوا دمه من غير مبالاة لما يعتقده من الهدى. |
||