توصلت دراسة أجراها فريق بحث من مركز أبحاث الوقاية بجامعة ستانفورد الأميركية إلى أن مجرد التحكم في المحتوى الدهني لغذاء المرضى المصابين بارتفاع الكوليسترول منخفض الكثافة، والضار بصحة القلب والأوعية الدموية، لا يؤدي بالضرورة إلى خفض مستويات هذا الكوليسترول.
ووجد الباحثون الذين نشروا دراستهم في العدد الأخير من "حوليات الطب الباطني" الأميركية أن تناول وجبات غذائية متكاملة ومحتوية على الخضروات والفاكهة والبقول والحبوب يخفض مستويات الكوليسترول بكفاءة تعادل ضعف فاعلية نظام الغذاء ذي المحتوى الدهني المنخفض والمعتمد بشكل كبير على الأغذية المعالجة والجاهزة.
شارك في الدراسة 120 شخصا بالغا، واستمرت لأربعة أسابيع. وتم تقسيم المجموعة إلى قسمين متساويين، بحيث يتعاطى المشاركون في كل منهما نظاما غذائيا منخفض المحتوى الدهني بقصد الوقاية من زيادة الوزن.
ورغم اختلاف النظامين إلا أنهما يحتويان على نفس المحتوى والمقادير من الدهن الكلي والدهون المشبعة والبروتين والكربوهيدرات والكوليسترول. ولم يسمح للمشاركين بتغيير مقدار التمارين الرياضية المعتادة، واستمرت أوزانهم على حالها.
اشتمل النظام الغذائي لأحد القسمين على كميات كبيرة من الأطعمة النباتية كالخضروات والفاكهة والبقول وفول الصويا والحبوب وكميات محدودة من اللحوم ومنتجات الألبان.
أما القسم الآخر فقد تناول وجبات غذائية جاهزة ومعالجة لخفض محتواها من الدهون كالأجبان منزوعة الدهون واللحوم الباردة والوجبات الجاهزة المجمدة والمشروبات الغازية الخالية من السكر والبسكويت الخالي من الدهون، مما هو معتاد لدى المستهلك الأميركي كغذاء لخفض الوزن.
بعد أربعة أسابيع، وجد الباحثون أن المشاركين الذين اتبعوا نظاما غذائيا نباتيا في أغلبه قد انخفضت لديهم مستويات الكوليسترول بنسبة 9.4% في حين انخفضت مستويات الكوليسترول لدى المشاركين في نظام غذاء الوجبات الجاهزة بنسبة 4.6%.
تطرح هذه الدراسة تساؤلات حول جدوى اتباع نظام غذاء منخفض الدهون بهدف التحكم في مستويات الكوليسترول الضار وخفضها. بل إن بعض الأطباء والباحثين لا زالوا يرون في أدوية خفض الكوليسترول وسيلة أكثر جدوى من اتباع أي نظام غذائي معين لأن فوائد مثل هذا النظام تبقى محدودة وهامشية.
