حزب التحرير يفتح باب الفتوى بغير
علم
ومثل
هذه الافتراءات كثيرة في كتب حزب التحرير
فهم يدَّعون أن الإنسان «متى أصبح قادرًا على الاستنباط فإنه حينئذ
يكون مجتهدًا،
ولذلك فإن الاستنباط أو الاجتهاد ممكن لجميع الناس، وميسر لجميع الناس ولا
سيما
بعد أن أصبح بين أيدي الناس كتب في اللغة العربية والشرع الإسلامي»،
وهذا نص
عبارتهم بحروفها(كتاب التفكير (ص/149)).
الرد: في هذا
الكلام فتح لباب الفتوى
بغير علم، ألم يعلموا أن المجتهد هو من علم ما يتعلق بالأحكام من الكتاب
والسنة،
وعرف الخاص والعام والمطلق والمقيد والمجمل والمبين والناسخ والمنسوخ،
وعرف من
السنة المتواتر والآحاد والمرسل والمتصل وعدالة الرواة وجرحهم، وعرف
أقاويل
الصحابة فمن بعدهم من المجتهدين إجماعًا وغيره، وعرف القياس جليَّه
وخفيَّه وصحيحه
وفاسده، وعرف لسان العرب الذي نزل به القرءان، وعرف أصول الاعتقاد، ويشترط
أن يكون
عدلا قوي القريحة، حافظًا لآيات الأحكام وأحاديث الأحكام.
ثم إن المجتهد
يشهد له أهل العلم
بذلك ولم يشهد أحد من العلماء المعتبرين لتقي الدين النبهاني بذلك ولا
بأقل من ذلك
مرتبة، وأنَّى يكون مثل هذا الرجل مجتهدًا.
ويكفي
في رد مقالتهم هذه الحديث المتفق على
تصحيحه بل هو من المتواتر (سنن الترمذي: كتاب العلم: باب ما جاء في الحث
على تبليغ
السماع): «نضَّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرب
حامل فقه ليس
بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»، فقوله عليه السلام:
«فرب حامل فقه ليس
بفقيه» معناه أن منكم من ليس له حظ من الحديث الذي يسمعه مني أن
يفهم ما فيه من
الأحكام، إنما حظه أن يبلغه لغيره، فذلك الغير قد يكون ممن له حظ في
الاستنباط
والاجتهاد، فقد قسم الرسول أصحابه إلى قسمين جعل قسمًا لا حظ لهم في
الاستنباط
والاجتهاد، فجعل هذا الصنف الأكثر، وجعل قسمًا منهم مجرد رواة يُسمعون
الغير ما
سمعوه منه صلى الله عليه وسلم.
فمن نظر بعين
التأمل إلى تصرفات هذه
الفرقة لعلم أنها تدعو المسلمين إلى الفوضى والتهور.
وما ذهبت إليه
هذه الفرقة التحريرية
هو دعوة إلى الفوضى في أمور الدين، فكيف تصلح الفوضى في أمور الدين وهي لا
تصلح في
أمور الدنيا، قال الأفوهُ الأوديُّ:
لا يصلحُ
الناسُ فوضى لا سراة لهم *
ولا سراة إذا جالهم سادوا.اهـ.