عمرو خالد في ميزان الشريعة
صفحة موقع أهل السنة
عمرو خالد وشذوذه
هذه رسالة مختصرة جدًا في التحذير من المدعو عمرو خالد المصري الجنسية. وهو رجل دعاوى فارغة يكثر من قول إنه أول من تنبه إلى كذا أو كذا من معاني القرآن الكريم، يكررها مراراً لتثبيت مكانته في قلوب الرعاع الذين لا يميزون الخبيث من الطيب، وكأنه يظن بنفسه أنه سبق الأولين ولم يلحق به الآخرون، وهيهات هيهات.
ثم إنه لا يكتفي بالتشبع بما لم يعط بل إنه يسترسل في رواية الأساطير التي لا تدل على ما يدعيه لو كانت صحيحة، فكيف وهي باطلة، كقصة توزيع الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أموال الزكاة على فقراء اليهود والنصارى، وهذا عكس القرآن الكريم الذي حصر توزيع أموال الزكوات في أصناف ثمانية ذكرها الله تعالى في كتابه ليس بينها يهود ولا نصارى، بل من شرط المعطي والمعطى الإسلام، ثم إن هذا المدعي لا يحسن نحواً ولا لغة فهو لجهله يحرف الحديث الشريف رافعاً المفعول وناصباً الفاعل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وها هو ينادي على نفسه بالجهل إذ إنه يقول: النسائي بكسر النون نسبة إلى النساء على أنه أحمد بن علي النسائي (303 هـ.) بفتح النون نسبة إلى نسا من مدن خراسان كما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان وغيره ويجوز النسوي بفتح النون، ويزيد الطين بلة بقوله عن أم حَرام (بفتح الحاء) بنت ملحان الصحابية الكريمة الشهيدة في قبرص أنها أم حيرام، وقد كان أحيرام ملك جبيل من مدن لبنان!
فكأن الأمر التبس عليه لشدة تخليطه وعدم أخذه العلوم من مواردها، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وهذا هو حال من يتصدى للكلام في شيء لم يتلقه من أهل المعرفة بل بالجرأة التي تودي صاحبها ومن اتبعه المهالك، وكان ينبغي أن يـُسأل هو وأمثاله هل يصير المرء محاسباً تجارياً مجازاً بالجرأة في مطالعة كتب المحاسبة المقررة في المعاهد والجامعات أم لا بد له من الدراسة على يد معلمين من أصحاب الكفاية ثم التمرس عند أهل الخبرة؟ أم ان الدين عندهم أهون من ذلك؟؟؟
ومما يجب التحذير منه كفريات وأخطاء نشرها عمرو خالد المصري وذلك في محاضراته والشرط المسجلة له وما طبعه من منشورات فمن ذلك أنه في محاضرة ألقاها بتاريخ 11/3/2002 في المدينة الرياضية في بيروت وهي مسجلة على شريط فيديو أيضًا أشار بيده إلى السماء وهو يقول عن الله بلهجته المصرية (عايزين نقرب منه خطوة). وهذا الكلام فيه إيهام أن الله جسم مختص بحيّز وجهة ومكان ومن اعتقد أن الله جسم فهو غير عارف بربه وهو كافر به، كما نص على ذلك الإمام الأشعري وغيره من الأئمة.
وفي نفس المحاضرة قال إن الإنسان له حريّة العقيدة وبلهجته قال (يعبد اللي هو عايزه) وقال (الصحابة كفلوا حرية العقيدة). وقال :(الإسلام رحمة مع الأديان الأخرى) انتهى كلامه.
والجواب: أن الله تعالى أرسل الأنبياء جميعًا لدعوة الناس إلى دين الإسلام وهو الدين الوحيد المقبول عند الله، ولا يجوز لأي إنسان أن يتخذ دينًا سواه قال الله تعالى :{إنّ الدين عند الله الإسلام}. وكان الأنبياء قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يجاهدون لإدخال الناس في هذا الدين، وكذلك جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لإدخال الناس في دين الإسلام كما ثبت عنه في الحديث المتواتر :"أُمرت أن أقاتل الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله". وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حارب الصحابة ما سوى عقيدة الإسلام فوصلوا في خمس وعشرين سنة إلى المغرب الأقصى وإلى أطراف الصين لإخراج الناس من الأديان الكفرية إلى هدي الإسلام، لا لأجل المال والغنائم ولا لأجل شهوة السلطة والحكم، بل تنفيذًا لقول الله تبارك وتعالى {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} (سورة الفتح/16). فكيف بعد هذا يجرؤ عمرو خالد وأمثاله على الادعاء بأنّ الإسلام كفل حرية العقيدة لكل الناس وأنه يسمح لكل إنسان أن يعبد ما يريد؟!
وقال في نفس المحاضرة (إن المسلمين أخذوا الجزيةَ من الكفار ليدافعوا عنهم وليس ليذلوهم ولما عجزوا عن حمايتهم ردوا لهم المال).
قلنا: هذا كذب صريح وإننا نتحداه أن يأتي بدليل على ما يقول، كيف وقد قال الله تعالى :{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)} أي أذلاء. (سورة التوبة).
وفي المحاضرة نفسها قال (إن كل المؤمنين من كل الأديان يعبرون الصراط).
قلنا: لكن جاءت نصوص الشريعة بأن الكافرَ لا يعبر الصراط أبدًا، بل يدوس عليه فيهوي إلى النار سواء كان كفره لأنّه عبد غيرَ الله أو كذب بوجود الله أو كذب برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء أو استهزأ بالله أو بنبيّه أو بشريعته أو لغير ذلكَ من أنواع الكفر.
والله أعلم.
خريطة الموقع ::