الإيمان هو أفضل الأعمال عند الله
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الطاهر الامين
قال الله تعالى : { إنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} سورة النساء/116
إنّ لله تبارك وتعالى على عباده حقوقا عظيمة وإنّ أعظم هذه الحقوق وأفضلها هو توحيده تعالى وأن لا يشرك به شيء. لأنّ الله هو الذي يستحق العبادة ولا أحد غيره يستحق العبادة. فهو المتفضل علينا بالإيجاد والمتفضل علينا بالنعم والخيرات، فهل يجوز لنا عبادة غيره !! وهل يجوز ترك الإيمان به وبرسوله !! إنّ من أعرض عن الإيمان بالله ورسوله إنما أعرض عن أفضل الأعمال عند الله.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله" رواه البخاري. ومن دون الإيمان لا تقبل بقية الأعمال الصالحة لأنّ الإيمان شرط لقبولها عند الله، قال تعالى {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} سورة النساء/124
ومن اختار لنفسه الإشراك أو أي نوع من أنواع الكفر فقد أهلك نفسه ورضي بعيشة الهوان، وقد أخبرنا الله سبحانه أنّ من مات مشركا خسر مغفرة الله، قال الله تعالى {إنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} فالله لا يغفر لمن مات مشركا.
وكذلك من مات على أي نوع من أنواع الكفر كنفي وجود الله أو الاستهزاء بالشرع الحنيف أو مسبة الله فإنّ الله لا يغفر له لقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}. محمد/34
أما المسلم الذي آمن بالله ورسوله فإن كان من أهل الكبائر ومات قبل التوبة فإنّ الله قد يغفر له ذنوبه لقوله تعالى:{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} أي يغفر الله الذنوب التي هي دون الإشراك لمن يشاء من عباده المسلمين العصاة الذين ماتوا قبل التوبة.
فالمسلم العاصي مهما استرسل في المعاصي والآثام لا يكون كافرا، وهو أفضل بكثير من الكافر الذي ينفي وجود الله أو يسب الله أو يستهزىء بالإسلام وبالشرع الحنيف وبالصلاة والصيام.
وقد أخبر الرسول الأعظم أنّ امرأة كانت مؤمنة من مسلمي بني اسرائيل وكانت زانية بغيا، كانت ذات يوم حول بئر فرأت كلبا اشتد به العطش ولم يكن معها وعاء تأخذ به الماء فخلعت خفّها وأخذت الماء فيه فسقت هذا الكلب العطشان، وقال الرسول عنها " فغفر لها به " أي غفر لها بهذا السقي.
والأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة جدا.
أخي المسلم، إنّ الله غفور رحيم، وهو أيضا شديد العقاب. وإنّ الله أنعم عليك بنعم كثيرة فاشكره عليها بأن لا تعصيه بها.
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|