مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ على الْمُسْلِمِ
هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (64)
بسم الله الرحمن الرحيم
مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ على الْمُسْلِمِ
رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ "حَقُّ الْمُسْلِمِ على الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْميتُ العَاطِسِ"، في هَذَا الْحَديثِ دَليلٌ على عُظْمِ ثَوَابِ مَنْ يَفْعَلُ هَذِهِ الأُمُورَ لَكِنْ بِنِيَّةٍ حَسَنَةٍ وَهِيَ نِيَّةُ التَّقَرُّبِ إلى اللهِ تعالى. وَمَعْنَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ "حَقُّ الْمُسْلِمِ على الْمُسْلِمِ" أَنَّ هَذِهِ الأُمُورَ مِمَّا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَقُومَ بِهَا في حَقِّ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَذَلِكَ في أَمْرِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَإِجَابَةِ الْدَّعْوَةِ وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَتَشْميتِ الْعَاطِسِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللهُ إِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ، في كُلِّ هَذَا مِنْ بَابِ الاسْتِحْبَابِ أَيِ النَّدْبِ لا الْفَرْضِ، أمَّا رَدُّ السَّلامِ فَهُوَ مِنْ بَابِ فَرْضِ الْكِفَايَةِ إِذَا سَلَّمَ وَاحِدٌ على جَمَاعَةٍ أَمَّا إِنْ سَلَّمَ رَجُلٌ على رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٌ على امْرَأَةٍ فَيَكُونُ الرَّدُّ فَرْضَ عَيْنٍ.
وَرَوى التَّرْمِذِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلَّمَ قال "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غَدْوَةً إِلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُوَنَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسي وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ"، وَالْخَرِيفُ هُوَ الثَّمَرُ الْمُجْتَنَى أَيِ الَّذي يُقْطَفُ، وَمَعْنَى صَلاةِ الْمَلائِكَةِ على الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ اسْتِغْفَارُهُمْ لَهُ.
وَيُسْتَحَبُّ إِذَا زَارَ مَرِيضًا أَنْ يَقُولَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلَّم يَقُولُهُ إِذَا دَخَلَ على مَنْ يَعُودُهُ: "لا بَأسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله"، مَعْنَاهُ أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْمَرَضُ طُهْرَةً لَكَ مِنَ الذُّنُوبِ.
وَقَدْ وَرَدَ في الْحَديثِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلَّم كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ "اللهُمَّ رَبَّ النَّاس، أَذْهِبِ الْبَأس،واشْفِ أَنْتَ الشَّافي، لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُك، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمَا" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَقَى نَفْسَهُ وَرَقَى غَيْرَهُ، فقد ثبت أَنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم عَادَ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ في مَرَضِهِ فَرَقَاهُ وَقَالَ "أُعِيذُكَ بِاللهِ الوَاحِدِ الأَحَدِ الصَّمَد، الَّذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد، مِنْ شَرِّ مَا تَجِد".
وَعَلَّمَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بن أَبي الْعَاصِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ على الَّذي يَألَمُ مِنْ جَسَدِهِ وَأنْ يَقُولَ "بِسْمِ اللهِ ثَلاثًا" يَرْفَعُهَا عَنِ الْمَوْضِعِ بَعْدَ كُلِّ مرّةٍ ثُمَّ يَضَعهَا وَيَقُول سَبْعَ مَرَّاتٍ "أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِه مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ".
وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ في مَرَضِهِ فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمَ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلا عَافَاهُ اللهُ مَا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ".
مواضيع ذات صلة
|
|
|
|
|
|